شراب براد !
و في يوم صيف حار رطب سنة
1898 م في نيوبرن اكتشف كاليب برادهام - البالغ من العمر
22 سنة - شراباً لذيذاً و مرطباً يقدمه إلى زبائن الصيدلية . لينجح هذا الشراب المرطب نجاحاً غير متوقع ، و يعرف باسم -
بيبسي كولا
كان
كاليب برادهام على يقين أن الناس سيأتون إلى صيدليته إذا قدم لهم شيئاً يحبونه و ينعشهم في أيام الحر . و كانت خلطته اللذيذة مكونة من مستخلص من نبات الكولا ، الفانيليا ، و زيوت نادرة . و عرف هذا الشراب باسم -
شراب براد نسبة إلى برادهام .
قرر كاليب برادهام أن يسمي شرابه المميز باسم بيبسي كولا لأنه كان في رأيه يعالج مرض سوء الهضم ، و الذي يعرف بـ
Dyspepsia .
حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة . ما دفع كاليب برادهام إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي و المرطب . وتدافع الناس على طلبه وبدأت المبيعات بالارتفاع إلى درجة اقتنع معها كاليب برادهام بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز .
:m 56:
بيبسي : ماركة مسجلة !
أسس عالم
1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته ، و تقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة .
في البداية ، كان يخلط الشراب و يبيعه من خلال ماكينات مياه الصودا . و لكن بما أن الحاجة هي أم الاختراع قرر كاليب برادهام أن يبيع بيبسي في قوارير صغيرة ليستطيع أن يشربها أي كان في أي مكان .
تطور العمل بشكل كبير ، و في
16 يونيو
1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل الماركات و العلامات التجارية في الولايات المتحدة . و خلال السنة نفسها باع كاليب برادهام
7968 جالوناً من بيبسي ، و كانت دعايته تقول : ’
منعش ، مقو، و مهضّم ‘
ثم بدأ ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية و الزجاجات، و ارتفع العدد من
2 عام
1905 إلى
15 في العام
1906 و إلى
40 في عام
1907 ، و مع نهاية العام
1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في
24 ولاية .
و كان هذا الانجاز من أهم ما فعله كاليب برادهام ، وزادت مبيعات شركته إلى
100000 جالون من الشراب في السنة .
:m 56:
ذروة النجاح / قمة الفشل !
بلغ نجاح بيبسي كولا ذروته العام
1909 حيث افتتح كاليب برادهام مقراً جديداً ورائعاً افتخرت به مدينه نيوبرن ، و وضعته على البطاقات البريدية للمدينة . و قبل سنة (
عام 1908 ) اعتبرت شركته من أوائل من تحولوا من العربات إلى السيارات في نقل بضاعتهم .
أصبح كاليب برادهام صاحب شعبية كبيرة بفضل ما قدمه و بفضل حسه التجاري المرهف . و تم ترشيحه لمنصب حاكم في ولايته ، و استمرت شركته في النجاح . و هكذا فإن بيبسي كولا ، حلقت عالمياً بنجاح كبير لمدة
17 سنة ، لم تعرف الفشل ، و كان شعار بيبسي الناجح الذي طرحه كاليب برادهام : ’’
اشرب بيبسي كولا ، فهي حتماً سترضيك ‘‘
بعد
17 عاماُ من النجاح جاءت الحرب العالمية و الأولى و انتكست بيبسي متأثرة بما يجري حولها ، و تقلبت أسعار السكر بشكل خطير ما أثر في إنتاج بيبسي كولا .
كان كاليب برادهام مجبراً على المخاطرة ببعض الصفقات حتى يستطيع الاستمرار ، إلى أن اضطر في النهاية ، و يعد
3 سنوات مرهقة ، أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات هائلة و هبط سعره بشكل مفاجئ ، عشرات المرات ، و كان ذلك من سوء حظ
كاليب برادهام ، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين ( عام
1921 ) .
:m 56:
بر الأمان :
عاد كاليب برادهام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع . و بالفعل باعه إلى -
روي ميغارغل و الذي تعاقب بعده أربعة مالكين للاسم فشلوا جميعاً في إيصال بيبسي إلى بر الأمان و إلى التحليق عالياً ، إلى أن جاء مصنع
شوكولاته ناجح يدعى
تشارلز غوث . و كان هذا الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي ، حيث استفادت الشركة من خبرته و من أفكاره
و بعد
15 سنة من الفشل من تاريخ إفلاس كاليب برادهام - و الذي توفي عن عمر يناهز الثامنة و الخمسين ، أي بعد حوالي
10 سنوات من تاريخ إفلاسه و قفت الشركة على رجليها مرة ثانية
و خلال الحرب العالمية الثانية عادت الشركة إلى الوراء و عانت من الركود و الوضع الاقتصادي المتأزم ، و كان الناس لا يدفعون
5 سنتات مقابل مشروب مرطب إلى أن ضاعف غوث حجم بيبسي مقابل السعر نفسه منافساً بذلك شركات المرطبات الأخرى .
عادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة و شعارات جديدة و إعلانات متميزة منها أغنية الدعاية الشهيرة
Nickel, Nickel
تعتبر بيبسي العالمية من أفضل الشركات في العالم و ترتيبها
21 في الشركات الخمسمائة الأولى في الولايات المتحدة .
و تملك بيبسي مطاعم بيتزاهت ، كنتاكي ، فرايد تشيكن ، وسلسة مطاعم تاكو بل.
و يعمل لدى شركة بيبسي العالمية حوالي نصف مليون شخص في مصانعها و المطاعم التي تملكها .
فكرة بسيطة و رغبة متواضعة اكتشفتا شراباً أسود اللون و صل إلى كل زاوية من الكرة الأرضية، و طافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار