اختراق علمي في الطب العصبي: تقنية نانوية ذكية توصل الأدوية مباشرة إلى الدماغ

[3LOM 4 ALL]

في خطوة قد تغيّر مستقبل علاج الأمراض العصبية، تمكن فريق من العلماء في جامعة ولاية أوريغون من تطوير تقنية ثورية تعتمد على جسيمات نانوية متقدمة تستطيع تجاوز الحاجز الدموي الدماغي، وإيصال الأدوية المضادة للالتهاب مباشرة إلى منطقة "تحت المهاد" الحساسة في الدماغ.
هذه الجسيمات النانوية، التي لا يتجاوز حجمها 100 نانومتر – أي أصغر بألف مرة من سُمك شعرة الإنسان – تم تصميمها بدقة لتعمل كناقلات ذكية للأدوية، وتحديدًا لتلك التي تعجز العلاجات التقليدية عن إيصالها إلى الدماغ بسبب الحواجز الطبيعية المعقدة.
ما يميز هذه التقنية هو اعتمادها على بتيدات فريدة تعمل كمفاتيح بيولوجية تسمح للجسيمات بتجاوز الحاجز الدموي الدماغي، واستهداف الخلايا الدبقية الصغيرة – وهي المسؤولة عن الالتهاب في الجهاز العصبي المركزي.
وخلال تجارب مخبرية أجريت على فئران مصابة بمتلازمة الهزال السرطاني (Cachexia)، وهي حالة شائعة لدى مرضى السرطان المتقدمين وتؤدي إلى فقدان الوزن والعضلات بشكل حاد، سجل الباحثون نتائج مذهلة: انخفاض حاد في مؤشرات الالتهاب العصبي، زيادة في الشهية بنسبة 94%، وتحسّن كبير في الحفاظ على الكتلة العضلية مقارنةً بالحالات غير المعالجة.
هذه النتائج تفتح الباب أمام أمل جديد لمرضى يعانون من أمراض عصبية مزمنة مثل ألزهايمر، باركنسون، والتصلب المتعدد، إذ أن إيصال الأدوية إلى الدماغ كان دائمًا من أكبر التحديات التي تعيق تقدم العلاج في هذا المجال.
بحسب البروفيسور أوليه تاراتولا، المشرف على البحث:

"لقد تمكّنا من تجاوز عقبتين كبيرتين: الحاجز الدموي الدماغي، والدقة في استهداف الخلايا المسببة للالتهاب. هذا التقدم قد يُحدث تحولًا جذريًا في طريقة علاج الأمراض العصبية."

التقنية لا تزال في مراحلها التجريبية، لكن الباحثين يأملون في أن تنتقل إلى التطبيقات السريرية قريبًا، مما قد يشكل نقطة تحول كبيرة في الطب العصبي ويفتح آفاقًا لعلاجات كانت تُعتبر حتى وقت قريب مستحيلة.
تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Advanced Healthcare Materials العلمية، وهي تلقى حاليًا اهتمامًا واسعًا في الأوساط الطبية والبحثية.