كاد و أخواتها، إضافات قيِّمة

كاد وأخواتها
النواسخ تدخل على الجملة الاسمية ، فتنسخ حكم المبتدأ والخبر، وكاد وأخواتها تعمل عمل(كان وأخواتها ) فترفع المبتدأ وتنصب الخبر
كاد الشاعرُ يحصدُ فوزًا
كاد : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح ، الشاعرُ: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، يحصدُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، فوزاً : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كاد .
وتنقسم (كاد و أخواتها ) إلى ثلاثة أقسام :
- أفعال المقاربة: وهي: "كادَ و أوشكَ وكرَبَ"، وسمّيت أفعال المقاربة لأنها تفيد قرب وقوع الخبر
- أفعال الرجاء: وهي: "عَسَى - حَرَى - أخْلَوْلَقَ". ، تفيد معنى الرجاء والتمني في حصول الخبر
- أفعال الشّروع: وهي كثيرة، منها: "أنْشَأَ - طَفِقَ - عَلِقَ - أَخَذَ - هَبَّ – بَدَأ – جَعَل – قامَ -انبرى".، تفيد معنى الشروع والبدء في الخبر
ملحوظة: تختلف كاد وأخواتها عن كان وأخوتها في نوع الخبر ، كان وأخواتها خبرها ( مفرد – جملة بنوعيها – شبه جملة ) ، أما كاد وأخواتها فـ خبرها نوع واحد ( جملة فعلية ) فعلها مضارع
قال ابن مالك – رحمه الله : - كَكَانَ كَادَ وَعَسَى لَكِنْ نَدَرْ……غَيْرُ مُضَارِعٍ لِهذَيْنِ خـَـبَرْ
اقتران أفعال المقاربة وموقف الخبر باتصاله بأن على اقسام أربعة
1 –أفعال واجبة الاقتران بأن (حَرَى – أخْلَوْلَقَ )
مثال : (حرى المظلومُ أن ينتفضَ) و(اخلولق الغيمُ أن ينقشعَ ) لا بدَّ من وجود أن ، فلا يجوز أن نقول: اخلولق الغيمُ ينقشعُ ، أو حرى المظلومُ ينتفض.
ملحوظة : من النادر جداً استخدام (اخلولق و حرى) الآن ، وتفيدان رجاء وقوع الخبر .
2 –أفعال كثيرة الاقتران ، أي الغالب فيها الاقتران
ويجوز أن تأتي بدون أن (عَسَى – أوشكَ )
فنقول: عَسَى الغريبُ أن يصلُ أو عَسَى الغريبُ يصلُ ، أوشك الفرخُ أن يطيرَ أو أوشك الفرخ يطير
3 –أفعال قليلة الاقتران بأن ( كرب – كاد )
كاد السقفُ أن يسقط أو كاد السقفُ يسقط
4 –أفعال عديمة الاقتران بأن ، كل أفعال الشروع
"أنْشَأَ - طَفِقَ - عَلِقَ - أَخَذَ - هَبَّ – بَدَأ – جَعَل – قامَ –انبرى "
طَفِقَ المطرُ يهطلُ ، ولا نقول طَفِقَ المطرُ أن يهطلُ ، جَعَل البناءُ يكتمل .
و أفعال المقاربة غالباً لا تتصرف، لا يأتي منها المضارع والأمر ، فتلتزم الماضي فقط ماعدا( كاد و أوشك) فيأتي منهما الماضي والمضارع ،قال الله تعالى " يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ "، وقال تعالى : يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ "
وقال صلى الله عليه وسلم " يُوشِكُ الأمم أن تتداعى عليكم...
النقصان والتمام في هذه الأفعال
كل الأفعال تكون ناقصة إلا ( عسى – أوشك – اخلولق ) تكون ناقصة وتامة
* الناقصة: مثال : عَسَى المريضُ أن يشفى، (عسى) في هذا المثال ناقصة أي تحتاج إلى مرفوعها وإلى الخبر ،فمعنى ناقصة: تحتاج إلى المرفوع والخبر
عَسَى : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح ، المريضُ : اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، أن : حرف مصدري ونصب ، يشفى : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر عسى .
* التامة: وتستغني بالمرفوع ، مثاله: (عَسَى أن تكرهوا) و (عسى) هنا تامة لأنها اكتفت بالمرفوع ، ولا تحتاج إلى خبر.
عَسَى : فعل ماض تام ، أن : حرف مصدري ونصب ، تكرهوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع فاعل لــ (عسى) .