علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/12/16 الصبر باب من أبواب الجنة
( واصبر فإن الله لا يُضِيْع أجر المحسنين )
حدثتكم عن واجبنا تجاه ذوي الإعاقة، فما حال ذلك الذي ابتلاه الله بما ابتلاه به، وما حالنا جميعاً ونحن في دار ابتلاء روى الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله قال قال لي ابن عباس رضي الله عنه: ألا أُريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء /وفي رواية أنها كانت على سلّم الكعبة/ أتت النبي صلّى اللهُ عليه وسلّم فقالت: إني أُصرَع، وإني أتكشّف /يُصيبها ذلك البلاء فينكشف شيء من بدنها وهي غائبة عن وعيها! من غير قصد منها، وتستحيي من الله أن تقع عين أجنبيّ على ما انكشف منها!/ فادعُ الله لي. ونحن ندعو الله أن يستر عوراتنا وعورات المسلمين أجمعين ندعو الله أن يشفي المرضى أجمعين ندعو الله أن يتوب على العاصيات من أمة سيدنا محمد صلّى اللهُ عليه وسلّم ويردّهن إلى طاعته ردّاً جميلاً... فقالت: إني أُصرَع، وإني أتكشّف، فادعُ الله لي. فقال لها صلى الله عليه وسلم " إن شئْتِ صبرْتِ ولك الجنة، وإن شئْتِ دعوتُ الله أن يُعافيك " /خياران قد يعرضان لكل منا في كثير من مواقف الحياة، إن شئْتَ أن تصبرَ ولك الجنة، وإن شئْتَ أن... وأردت أن يزول عنك البلاء فترتاح منه... ماذا كان خيارها؟ وما الذي ينبغي أن يختاره المؤمن المبتلى/ فقالت: بل أصبر. /فالأجر عظيم والجزاء كبير.. الجنة! والضامن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى/ ثم قالت: إني أتكشف! فادعُ الله ألّا أتكشف /رضيت وصبرت، ودفعها الحياء لتجدد الطلب/ فدعا لها " عليه الصلاة السلام. علم ابن عباس رضي الله عنهما من حالها أنها من أهل الجنة، وعدت أن تصبر، فهل يُضيع الله أجر الصابرين؟ لا... ( واصبر فإن الله لا يُضيع أجر المحسنين ) هي الدنيا دار بلاء وابتلاء! لن ننال منها كل شيء، لن ننال منها إلا ما كتب الله، وقد قرأتم في كتاب الله تعالى ( من كان يريد حَرْث الآخرة نَزِدْ له في حرثه ومن كان يريد الدنيا نُؤتِه منها وما له في الآخرة من نصيب ) روى ابن ماجه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام " من كانت همّه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همه الدنيا /متاعها الزائل، زخرفها، زينتها، شهواتها ومغرياتها.../ فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما كتب الله له " هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطي الدنيا قدرها، ويعلم أنها دار ابتلاء بل ممر إلى الآخرة، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حال أصحاب البلاء.. أن يكون عليه حال المؤمن وهو مبتلى في هذه الحياة روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم " ما لي وللدنيا؟ ما أنا فيها إلا كراكب استظلّ تحت ظل شجرة، ثم راح وتركها! " وسبب الحديث كما قال ابن مسعود أنه: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فأثّر الحصير في جنبه، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه /رفقاً به ورحمة بما أصاب بدن النبي من غلظ الحصير وقسوته/ فقلت يا رسول الله: ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئاً؟ فقال عليه الصلاة والسلام " ما لي وللدنيا؟... " إخوة الإيمان: هذا الصبر اختارته المرأة وقد ابتلاها الله بالصرع، هذا الصبر يصبره المؤمن على كل أمر، صغيراً كان أم كبيراً، مادياً أو سواه ويعلمنا أمير المؤمنين سيدنا علي رضي الله عنه أن نستخلف الله في كل أمر، مهما عظُم المصاب، روى ابن عساكر عن سفيان رحمه الله، قال عزّى عليّ ابن أبي طالب أشعث بن قيس على ابنه /بموت ابن له وقد حزن لفراقه/ فقال له عليّ رضي الله عنه: إن تحزَنْ فقد استحقّت منكم الرحم، /أي يشفع لحزنك رحمتك بولدك وقد فقدته، ويعذرك الناس لذلك/ وإن تصبر ففي الله خلف من ابنك. اطلب العوض من الله عز وجل، وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله عوضاً عن كل ما يُصيبنا، من ضر وبلاء لن ننال الدنيا كلّها... من أراد الأجر صبر على المرض ومن أراد الرزق صبر على مشقة العمل ومن أراد الثواب صبر على الطاعات ومن أراد العُلا صبر على جدّ الطلب والجهد والعناء هكذا هي الدنيا، لا يُنال منها شيء إلا بالصبر عليه، واحتساب الأجر ومن أين يستمد المؤمن صبره؟ من أين يأتي به؟ لِنعُدْ إلى كتاب ربنا تبارك وتعالى يعلّم نبيّه صلى الله عليه وسلم ويعلّمنا من بعده ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضَيْق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) في الخطبة الثانية: من الصبر صبر كثير من إخوتنا الضيوف صبروا على فراق بيوتهم وأهليهم وأحبتهم وكثير منا أصابهم بعض ما أصابه وإذا علمنا فضل الصبر، فلا ننسى فضل الشكر لله تعالى، على ما أنعم به على مدينتنا من استقرار، نسأله سبحانه أن يعم الأمن بلادنا كلها وبلاد المسلمين من خير نسأله تعالى أين يعم جميع المؤمنين وهذا يستوجب منا مزيداً من الرفق والإحسان والصبر الصبر هنا على حُسن الضيافة.. الرفق.. الإحسان ولعلي أذكّر مرة بعد مرة، من وسّع الله عليه في رزقه فليرفق في حساب الأجور وطلبها من المستأجرين، وقد هُجّروا من بيوتهم فليرفق، وليحُطّ شيئاً من الأجرة، ينوي بذلك وجه الله عز وجل والله تعالى لا يُضيع أجر المحسنين وإذا بدر من بعض الوافدين سوء خلق أو تصرّف، فليس الجميع كذلك وإذا أساء بعضنا إلى الوافدين فليس كل أهل مدينتنا كذلك الخير فينا باق إلى يوم القيامة وطالما أن الدنيا زائلة ونحن عنها راحلون، فلنجعل همنا الآخرة، ولنبتغِ بكل صبر وعمل وجه الله تعالى والله يجزي أحسن الجزاء الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|