علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/11/4 تواضعه صلى الله عليه وسلم
أقام الله تعالى الحجة على المشركين كيف يكذّبون رسول الله وهم يعرفون صفاته وأخلاقه ( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون ) !
روى الإمام مسلم وأبو داود عن عياض رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم " إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد " ( وإنك لعلى خُلُق عظيم ) ولنا فيه أسوة وقدوة في أمرنا كلّه أمرنا بمكارم الأخلاق .. حدّثت أم سلمة رضي الله عنها أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أجاب النجاشيّ حين سأل عن رسول الله فقال / وأمَرَنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار.. / أمرنا بقوله أن نتواضع، وكذلك كان فعله صلى الله عليه وسلم سبيلاً ومنهاجاً ونحن نتلقى أمره بالتواضع، نعلم يقيناً أن التكبر ليس له حقيقة - أيتكبر أحدنا بمال ساقه الله إليه وائتمنه عليه؟! - أيتكبر بما يرى عنده من عقل وفطنة؟! هو هبة من الله تعالى يملك أن يسلبه منه إن شاء بخثرة دم في دماغه تنسيه نفسه وأهله! عياذاً بالله تعالى - أيتكبر بنسب أو جاه؟1 وما أكثر من تنكر لقرابته ونسبه إن بدرت منهم رذيلة - أيتكبر بقوته؟! ويوشك أن تعود ضعفاً كما كانت، أو يردّ إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً! روى أبو داود عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن خاله هند بن أبي هالة رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء " وروى أبو داود أيضاً عن الحسين عن أبيه أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البِشْر، سهل الخُلُق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك ) لا يقطع على أحد حديثه /تواضعاً منه بين أصحابه!/ حتى يجوز /أي يتجاوز حدود شرع الله في كلامه/ فيقطعه بنهي أو قيام " يترك المجلس منكراً على المتكلم خوضه فيما جاوز حدود شرع الله! خيّره الله تعالى بين أن يكون نبياً ملكاً أو نبيّاً عبداً فاختار أن يكون نبيّاً عبداً! وكان يقول " إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد " لا كالملوك والمستكبرين يعود المساكين ويُجالس الفقراء ويجيب دعوة العبد /ونرى فينا من لا يرضى أن يزور جاراً أو قريباً لفقره أو ضعته بين الناس! أو من لا يرضى أن يجالس فقيراً في مكان عام أو وسيلة ركوب، كبراً وأنفة!/ يجلس بين أصحابه مختلطاً بهم حيثما انتهى به المجلس جلس! يأتي الأعرابي فيسأل أيّكم محمد؟ ويصادف أن يكون النبيّ متكئاً فيقال له " هذا الرجل الأبيض المتكئ " كما رواه البخاري وأبو داود وابن حبان عن أنس رضي الله عنه. لم يكن له ما يميّزه بين أصحابه... أين السرير؟ أين الأريكة؟ أين العرش؟! " كان يُدعى إلى خبز الشعير /طعام الفقراء/ والإهالة السَّنِخة /الإلية المُذابة، بدلاً من ثريد الأغنياء بدقيق القمح واللحم/ فيُجيب " وهو الذي يقول " لو دعيت إلى كُراع أو ذراع لأجبت، ولو أهدي إليّ كُراع أو ذراع لقبلت " /ما نسميه الكوارع! مرق على عظم فيه أثر من لحم/ رواه البخاري عن أبي هريرة وفي بعض نفوسنا من يأنف مثل هذا تكبراً! وما ينبغي لمؤمن محبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعالى على أخلاقه، ولنا فيه القدوة إخوة الإيمان: الدعوة إلى التواضع لا ليتمثّله المؤمنون مع أعدائهم، بل لا بد أن نبدي لهم العزة عزة المؤمن المعتز بربه، إنما نرجو أن نتمثله فيما بيننا - أيفخر زوج على زوجته إن كانت أسرته أغنى من أهلها؟ أو نال علماً فوق ما نالت؟ وأنى تكون بينهم سكينة ومودة ورحمة إن تفاخر عليها أو تكبّرت عليه؟! - هل تواضع معلم لمن يعلمه حباً له وإشفاقاً عليه؟ أم هل تواضع التلاميذ لمن يعلّمهم؟ وقد يشكو بعض الطلاب تكبّر معلميهم عليهم واستحقارهم لهم! وقد نسمع ممن لا خلق لهم يسخرون من معلميهم ويهزؤون بهم - هل تواضع المدير لمن تحت إمرته فتألّفهم ونفعوا بعملهم؟ أم هل تواضعوا لمن يوجههم ويأخذ بأيديهم إلى الخير؟ كل ذلك الكبر بُعد عن الإيمان فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر! ولعل التواضع لا يفارق أي سلوك لنا في بيوتنا وأعمالنا، في بيعنا وشرائنا، في علمان وتعليمنا وأمرنا كله. وقد حلم الشاعر إلياس قنصل أنه في أرض النبوة فامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة قاربت الخمسين بيتاً أقتبس منها قوله فيه: ويحنو على الشيخ الذي جفّ عزمُه...ويحبو مع الطفل البريء ويلعب ويرفض إلا الصدق في كل موقف...ولو كان فيه ما يضر وينكُب تواضُعُه.. والنبل فيه فضيلة...وليس كلالاً خَلْفَه الضعف يسرُب صفات نبيّ الله أحسنِ خَلْقِه... نفوس الورى من رَفدِها تتهذّب وحري بنا أن نتهذّب بأخلاقه عليه والصلاة والسلام ونلتزم أمره " أن تواضعوا " وقد روي بسند ضعيف من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال " من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله، ومن ارتفع عليه وضعه الله " نسأل الله أن يرفع قدرنا عنده. الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الدعوى (Claim) , القروض (Loans) , مشاركة الوقت Timeshare , النقاهة (Recovery) , 2016/11/4 , الله , الجمعة , تواضعه , خطبة , عليه , وسلم |