علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2017/1/13 ويريد الله أن يُحقّ الحقّ بكلماته
روى الأئمة مالك وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجه وغيرهم رحمهم الله من حديث أم سلمة وأبي هريرة رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأحسب أنه صدق، وأقضي له بذلك، فأقضي له على نحو ما أسمع! فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها " قد يطمع كثير من الناس فيما ليس له بحق! سواء أكان الأمر مادياً أو معنوياً قد يتجاوز أحدهم حقه إلى حقوق الآخرين، وهو يعلم يقيناً أن ليس له بحقّ وقد يلتجئ إلى القضاء... وقد يكون القاضي رسول الله... فيقضي له على حسب حجّته... وفق ما بيّن! ما الذي يدفع أحدنا إلى مثل هذا؟ ما الذي يحذّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحالة هذه؟ أيعطيه حكم القضاء حقّاً ليس له؟! أيبرّئ ذمته أمام الله تبارك وتعالى؟! إن رسول الله عليه الصلاة والسلام جعل ما أخذ أحدنا من مال أخيه بغير حق (لو كان بحكمه صلى الله عليه وسلم) جعله " قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها "! وما أظن أحداً فيه ذرة من عقل أو من إيمان يرضى أن يكون نصيبه قطعاً من النار! ما الذي يدفع إلى مثل هذه الأفعال البغيضة؟ لا شك أنه حب الدنيا، والاغترار بزهرتها... حب الدنيا والانخداع بزخرفها وزينتها وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً جليّاً روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخطب الناسَ فقال : لا واللهِ! ما أخشى عليكم، أيها الناسُ! إلا ما يُخرِجُ اللهُ لكم من زَهرةِ الدّنيا " /هل خاف علينا من عدوّ يستأصلنا؟ هل خاف علينا أن يطغينا الشيطان عن إيماننا وهدى ربنا؟ هل خاف علينا من جائحة تهلكنا؟/ لا واللهِ! ما أخشى عليكم، أيها الناسُ! إلا ما يُخرِجُ اللهُ لكم من زَهرةِ الدّنيا " /الأموال.. المتاع.. الزخرف/ فقال رجلٌ: يا رسولَ الله! أيأتي الخيرُ بالشرِّ؟ /كأنه رأى الخير فيما أخرج الله لنا من زهرة الحياة الدنيا، فتساءل أيأتي الخير بالشرّ؟!/ فصمتَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم ساعةً ثم قال " كيف قلت؟ " قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أيأتي الخيرُ بالشرّ؟ فقال له رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم " إنّ الخيرَ لا يأتي إلا بخيرٍ...إلى أن قال... فمن يأخذْ مالاً بحقِّه يُبارَكْ له فيه، ومن يأخذْ مالاً بغيرِ حقِّه فمثَلُهُ كمثلِ الذي يأكلُ ولا يشبعُ " /يظنه خيراً ولكنه شرّ/ وفي رواية " فمن أخذه بحقِّه، ووضعه في حقِّه، فنعم المعونةُ هو " ولعلنا نتساءل من أين يبدأ هذا الأمر؟ الطمع في حق الغير! تجاوز أحدنا حقه إلى حقوق الناس! ولعلنا إذا تفكّرنا في الأمر نجده يبدأ من البيت نعم يخطئ بعض منا في تربية أبنائه! يجانب العدل بينهم... يعلّم بعضهم أن يأخذ من غير حقه، أو يزيد له عن حقه فورث في نفسه طمعاً لا ينفكّ منه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " وفي رواية " بين أولادكم " ولعلكم سمعتم يوم أتى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تمرٌ مِن تمرِ الصَّدقةِ فأخَذ الحسنُ بنُ علي تمرةً فلاكها فأدخَل النَّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم أُصبُعيه في فيه فأخرَجها وقال " كِخْ، أيْ بنيّ أما علِمْتَ أنّا لا تحِلُّ لنا الصَّدقةُ " يعلّمه ألا يتناول ما ليس له بحق، وإن كان صغيراً فهو يعقل ويعلم، فلْنعلّم أبناءنا وبناتنا وأنفسنا أن نقف عند حدود حقوقنا، ولا نتطاول إلى ما ليس لنا يتعلّم كثير منا تجاوز الحق والطمع فيما عند الغير في مدارسنا وجامعاتنا! حين يغش الطالب أو يُمكّن من الغش، أو يجد من المعلمين الفاسدين من ييسر لهم سبل النجاح وهو لا يستحقه! وقد يكون ذلك في الجامعات أكثر منه في المدارس.. إذا فسد هؤلاء فقد أفسدوا الأمة كلها! إذا تعلم الطالب أن يغش فينجح وهو لا يستحق النجاح، أو يرشوَ معلمه فينال نتيجة لا يستحقها فسيستمرئ ذلك، ويتعلم أن يتجاوز حقه ويعتدي على حقوق الآخرين! ثم إن كان طبيباً أخذ مالاً بغير حق! وإن كان مهندساً أخذ ما ليس له بحق! وإن كان موظفاً طمع فأخذ من جهة عمله ما ليس له بحق أو ارتشى! وحتى لو كان عاملاً يأخذ ما ليس له بحق! وإذا ما كان وارثاً طمع أيّما طمع ليأخذ فوق حقه ويعتدي على حقوقه شركائه من الورثة! ألا ترون ذلك واقعاً أيها الإخوة عند من ابتعدوا عن دين الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول أهل العلم /إن انهيار التعليم دمار للأمة/! ولعلّي أكررها كثيراً في حق أبنائنا وبناتنا أن لا تطمعوا فما ليس لكم بحق من طمح إلى درجة أو مرتبة علمية أو شهادة فليأخذها بحق، فإنه إن أخذها بغير حق كان فرداً فاسداً في مجتمعه! مهما ارتقى وعلا فلن يفارقه ذلك الفساد. وقد قلت ذات مرة أن الذي نجح بالغش ونال شهادة فعمل بها لن يسلم ماله من الحرام مهما اجتهد في طلب الحلال، لأنه نال شهادة لا يستحقها! وأخطر ما يكون الأمر إذا ما كان في الدراسات الإسلامية، ولامس أمور الدين! وما زال الشيطان يصرف الناس ويزيغهم عن منهج الحق ما وجد إلى ذلك سبيلاً روى ابن المبارك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف والحديث مرسل " إن الشيطان قال: لن ينجو مني الغني من إحدى ثلاث إما أن أزينه في عينيه فيمنعه من حقه /زُيّن له حب المال فمنعه حق، لم يُنفق النفقة الواجبة! لم يؤدّ زكاته/ وإما أن أسهل عليه سبيله فيضعه في غير حقه /الأمر الآخر غنيّ ينفق ماله في غير حقه! على الملذّات والمحرمات والمنكرات! يغويه الشيطان فيبذل الكثير في الشهوات/ وإما أن أحببه إليه فيكسبه بغير حقه " /يطمع فيه ويرغب، وتتشوّف نفسه إلى المال فيكسبه بغير حقه/! غشاً أو رشوة أو اختلاساً أو ظلماً.. غصباً وسرقة وإضراراً بالناس! وإذا ما بلغ ذلك في الدنيا، فأين يذهب من إحقاق الحق يوم القيامة؟! والله تعالى يقول ( والوزن يؤمئذٍ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ) الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
القمار على الإنترنت Online Gambling , النقاهة (Recovery) , برمجيات الأعمال Business Software , ذهب (Gold) , 2017/1/13 , الله , الجمعة , الحقّ , بكلماته , يُحقّ , خطبة , ويريد |