علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/12/9 ذوو الإعاقة
( ولقد كرّمنا بني آدم... )
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتَعارَفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله علم خبير ) روى البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة المهرة /بسند ضعيف له شواهد/ عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه كان بالمدينةِ مُقعَدٌ، فقال لأهلِه: ضَعوني على طريقِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم إلى مسجدِه /يحبّ أن ينعُم برؤية رسول الله/ قال فوُضِع المُقعَدُ على طريقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا اختَلَف إلى المسجدِ /إذا ذهب أو عاد/ سلَّم على المُقعَدِ، فجاء أهلُ المُقعَدِ ليَردُّوه إلى أهلِه، فقال: لا واللهِ لا أبرَحُ مِن هذا المكانِ ما عاش رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! فابنوا لي خُصّاً /خيمة صغيرة من جريد النخل تقيه حرّ الشمس وبرد الليل/ قال: فبنَوا له خصّاً فكان المُقعَدُ فيه، فكلما مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المسجدِ دخَل الخصَّ وسلَّم على المُقعَدِ /إكراماً له وتطييباً لنفسه، لأنه يحبّ أن يلقى رسول الله/ وكلما أصاب رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم طرفةً من طعامٍ /أي طعام مميّز طيّب/ بعَث به إلى المُقعَدِ! قال /أي راوي الحديث/ فبينما نحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ أتى آتٍ فنعى له المُقعَدَ /أي أُخبِرَ بوفاته/ فنهَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونهَضنا معه، حتى إذا دَنا منَ الخصِّ قال لأصحابِه " لا يقربَنَّ الخصَّ أحدٌ غيري " فدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منَ الخصِّ فإذا جبريلُ -عليه السلامُ- قاعدٌ عندَ رأسِ المُقعَدِ، فقال جبريلُ: يا رسولَ اللهِ أما إنكَ لو لم تأتِنا لكفيناكَ أمرَه.. /أي لَتولّى جبريل ومن معه من الملائكة أمر تجهيزه ودفنه إكراماً من الله له، هو في ظاهر أمره ضعيف مشلول، قد لا يُرجى منه نتاج أو عمل، ولكن قلبه امتلأ محبة للنبي عليه الصلاة والسلام/ أما إنكَ لو لم تأتِنا لكفيناكَ أمرَه، فأما إذ جِئتَ فأنتَ أولى به! /والنبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم/ فقام إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسلَه بيدِه وكفَّنه وصلَّى عليه وأدخَله القبرَ " رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطي الإنسانية درساً في مراعاة رجل من ذوي الإعاقة، يحتاج إلى عناية خاصة لما ابتلاه الله في جسده الدول تجعل لأمثاله يوماً من السنة، ورسول الله يُعلّمنا بأقواله وأخلاقه وأفعاله، كيف نعاملهم، كيف يُنظر إلى قلوب الناس، لا إلى ظواهرهم! وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه " إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم، ولا إلى صورِكُم، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم -وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ- " ورواه أيضا وابن حبان بلفظ " إنَّ اللهَ لا ينظُرُ إلى صُوَرِكم وأموالِكم ولكنْ ينظُرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم " فما انطوى عليه القلب من إيمان وخير، وما بدَرَ من العمل من صلاح هو معيار تفاضل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة وقد روى أهل السير أن ممن لقيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام من ذوي الإعاقة أصناف شتى فيهم المُقعَد والأعممى والأعرج وغيرهم، وكل منهم كان له حظه من الرعاية والإحسان، لهم علينا حقوق كما لغيرهم، وعلى كل منهم مسؤوليات.. مسؤوليته عن نفسه وعمله أمام الله تبارك وتعالى كان عبدُ اللهِ بن عميرٍ إمامَ بني خطمةَ إمام قومه على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليهِ وسلم وهوَ أعمى! وغزا مع النبي وهوَ أعمى /صحيح أنه أعمى، لا يملك أن يحمل السيف أو يضرب بالرمح أو يرمي السهام، ولكنه أسهم مجاهداً مع رسول الله بما مكّنه الله/! ولا ينسى مسلم فينا ابن أم مكتوم (الأعمى) رضي الله عنه الذي كان يؤذن للفجر، على عهد رسول الله! روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما " كانَ ابنُ أمِّ مَكْتومٍ رجلًا أعمى، لا يؤذِّنُ حتَّى يقولَ لَهُ النَّاسُ: أصبَحتَ! وورد أنه رضي الله عنه قال: قُلتُ يا رسولِ اللهِ أنا ضَريرٌ شاسعَ الدارِ/بيتي بعيد عن المسجد/ ولي قائدٌ لا يلائمُني /أي ليس معي دائماً/ فهل تجدُ لي رخصةً أن أصليَ في بَيتي؟ قال " تسمَعُ النداءَ "؟ قال: نعَم. قال " ما أجدُ لكَ رخصةً " ورواه النسائي عن أبي هريرة، وكثير منا قد لا يصلّيها في بيته! كثير منا أهمل طاعة الله على ما أنعم الله به عليه من بصر وصحة، ولا يُقيم صلاته في بيته! ورسول الله لم يرخّص للأعمى أن يصليها في بيته! ذاك حال من كان بعض من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانت بهم إعاقة في أجسادهم، ولم يكن مطلقاً أي أصمّ (رجلاً أو امرأة) في حياته صلى الله عليه وسلم! مكرمة له أن بلّغ كل من عاش في زمنه. وبعضهم كان النقص في عقوله ومداركه... وقد حدّثتكم عن تلك المرأة التي كان في عقلها شيء! روى عن أنس رضي الله عنه أنَّ امرأةً كان في عقلِها شيٌء، فقالت: يا رسولَ اللهِ! إنَّ لي إليكَ حاجةً. /وكان يعلم أن في عقلها شيء، ويمكنه أن يتركها أو يعتذر إليها، ولن تتأذى أو تحمل عليه! ولكنه يعلمنا الأدب والخلق والتواضع/ فقال " يا أم فلانٍ! انظري أي السككِ شئتِ، حتى أقضي لكَ حاجتِكِ "قال أنس: فجلس معها في أحد الطرق حتى سمع منها وقضى لها حاجتها، وفي بعض الروايات أنها أطالت الحديث، ورسول الله صابر محسن كلّه شفقة عليها واحتمالاً لها هكذا ينبغي أن يكون المسلم مع الناس كلهم، الأسوياء منهم وذوي الإعاقة والحقيقة /إخوة الإيمان/ الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن بال أحد منا أنه... ليس المعاق من كان فيه نقص أو عجز! وكثير منهم تجد قلبه عامراً بالإيمان، وله عقل يفيض على من حوله فهماً وحكمة! المعاق أيها الإخوة: من أعطاه الله عينين باصرتين فلمَ يرَ الصواب! ومن أعطاه أذنين سامعتين فأصمّهما عن الحق! من أعطاه عقلاً مُدركاً فلم يعرفِ الله تعالى! من أعطاه يدين ورجلين وظهراً قويماً فلم يخضع بها لمولاه! العاجز فينا من عجز أن يفارق الفِراش ليقوم إلى طاعة الله عز وجل والضعيف من ضعُف عن أداء الطاعات وقد ينشط إلى بعض الغرائز والشهوات! في الخطبة الثانية: من طرائف ما يُروى عن أصحاب الإعاقة أن رجلاً أعمى، كان يتنقّل في قريته ليلاً وهو يحمل فانوساً! فقال له أحدهم: إنك أعمى، ما حاجتك إلى هذا الفانوس؟! قال أضيء به الدرب، كي لا يأتي أعمى بصيرة مثلك فيصدمني! أنا لا أنتفع، ولكن ينتفع بفانوسي المبصرون... وأنا أذكركم /مع انقطاع الكهرباء/ من استطاع أن يضع لدّاً على باب بيته، أو على مدخل البناء فليفعل وليبتغِ بذلك وجه الله كثيرون فعلوا هذا فجزاهم الله خيراً، وأنار الله قلوبهم وبصائرهم وفقني الله وإياكم للخير، وجمع قلوبنا على ما يحب ويرضى الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|