علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/11/18 جُودُه صلى الله عليه وسلم
بلّغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ( وأنفقوا مما جعلكم مُستَخلَفين فيه... ) روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة وأبي ذرّ رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام " ما يسُرّني أن لي أُحُداً ذهباً تأتي عليّ ثالثة وعندي منه دينار! إلا دينار أرصده لِدَيْنٍ عليّ " قال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خُلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ) كثيرة هي الأوامر في كتاب الله وفي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحثّنا على بذل الخير والإنفاق فيما يرضي الله تبارك وتعالى، حذراً من أن يندم الممسك يوم القيامة! نستلهم الجود والكرم من رسول الله عليه الصلاة والسلام، كيف كان في سخائه؟ روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه " ما سُئل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فقال لا "! وكم تضنّ نفوسنا ببذل بعض ما نحبّ، بما نؤثر من عرَض الحياة الدنيا! كم سُلنا قرضاً فاعتذرنا، أو صدقة فبَخِلْنا، ورسول الله ما سُئل عن شيء فقال لا! وهو الذي يقول لأصحابه " ما يكون عندي من خير فلن أدّخره عليكم، ومن يستعفف يعفّه الله " /كرم سخي يجود بما عنده، ويرغّب الناس بالاستعفاف عن الطمع في المال، وحرّي بنا أن نقتدي به/ روى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي عليه الصلاة والسلام فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال أسلِموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشّ الفاقة " يُعطي وكلّه يقين بأن ( ما تنفقوا من شيء فهو يُخلِفه ) هكذا كان قبل النبوّة قال له ورقة بن نوفل /إنك تحمل الكَلّ، وتَكسِبُ المعدوم/ أي تعين العاجز وتعطي المحتاج واستمر كذلك وزاد جوداً حتى قال عنه الصحابة " كان رسول الله أجود الناس بالخير " رواه البخاري عن ابن عباس، ومسلم عن أنس والترمذي عن عائشة. - أعطى مما عنده الكثير الكثير مما عنده.. أعطى صفوان بن أمية مائة ثم مائة ثم مائة /لو قدّرت اليوم لبلغت الملايين/ فقال صفوان أشهد بالله ما طابت بهذا إلا نفس نبيّ! فأسلم /صفوان/، وراه مسلم - لم يكتفِ بإنفاق مما عنده بل زاد في السخاء فأعطى مما ليس عنده! /أن يُنفق أحدنا مما عنده يقع ذلك ولن يبلغ أحد ما بلغ رسول الله، أما أن يجود بما لا يملك! فذاك رسول الله/ روى الترمذي عن عمر رضي الله عنه أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله فقال " ما عندي شيء، ولكن ابتَع عليّ /أي اذهب واشترِ ما تريد على حسابي/ فإن جاءنا شيء قضيناه " فقال له عمر /مشفقاً/ ما كلّفك الله ما لا تقدر عليه! فكره النبي ذلك، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفِقْ ولا تخشّ من ذي العرش إقلالاً، فتبسّم رسول الله وعُرف البِشر في وجهه وقال " بهذا أُمِرتُ " وكان من تمام كرمه وجوده أن يوصل عطاءه إلى مستحقّه بنفسه، روى ابن ماجه عن السيدة عائشة رضي الله عنها قال " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَكِلُ صدقته إلى غير نفسه، حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل " وبعض الأغنياء، بعض المنفقين إذا أراد يوزّع صدقة أو مالاً يُعطيه لأحدهم ويقول وزّع هذا أو توكّل به، أو إذا جاءه سائل قد يوكل الأمر إلى الخادم أو السائق أو الأجير.. خذ وأعطِه! ما كان يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم بل يضع صدقته بنفسه في يد السائل! يُعلمنا أن نتأدب بها، أن نتعلّم التواضع للفقير المحتاج، والرفق به، وشكر الله أن وفقنا لنكون منفقين لا آخذين نفقات المحسنين! ربما حدثتنا نفوسنا التي تحب المال، ويخدعها زخرف الحياة الدنيا، أن في الإنفاق نقصاً للمال، أو أراد لنا الشيطان أن نتحسّر على ما بذلنا! ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى راحة نفسه في الإنفاق.. روى ابن سعد عن عائشة أنه أتت النبي دنانير مَرّة فقسمها /أي وزّعها/ وبقيت منها ستة فدفعها لبعض نسائه /كأنه أجّل إخراجها/ فلم يأخذه نوم حتى قام وقسّمها وقال " الآن استرحتُ " في الخطبة الثانية: حياة الناس غالية، هي وعاء الأعمال الصالحة للمؤمن، يتزوّد منها للآخرة السرعة والحوادث خطر على حياة الناس ثلاثة حوادث أليمة في أسبوع واحد!!! أحدهم سبقنا إلى رحمة الله وامرأة طريحة الفراش، تحتاج إلى خدمة ورعاية وشاب كاد أن يصاب بشلل نصفيّ وهذه الحوادث وأمثالها تحمّلنا جميعاً المسؤولية، كلّ عمّن وكله الله أمرهم، وكذلك السلطات والمعنيون... وقانا الله شرها، وحفظ حياتنا وأهلينا. الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
خدمات الترميز الطبي Medical Coding Services , اعادة تأهيل Rehab , القروض (Loans) , مشاركة الوقت Timeshare , 2016/11/18 , الله , الجمعة , جُودُه , خطبة , عليه , وسلم |