علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/10/7 ما صلتك بالله؟
وعد الله تعالى عباده المؤمنين الجنة فقال سبحانه ( للذين استجابوا لربهم الحسنى... ) روى الإمام البخاري عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي /وكان يقال له وهب الخير/ رضي الله عنه يحدّث عن وصية سلمان لأخيه أبي الدرداء رضي الله عنهما يقول له " إن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعطِ كل ذي حق حقه " فأتى أبو الدرداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال عليه الصلاة والسلام " صدق سلمان " الناس أمام دين الله تعالى أصناف شتى منهم من استجاب وأطاع ومنهم من أعرض! وقد وصف الله سبحانه عباده المؤمنين باستجابتهم لربهم فقال ( فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون * والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) بما استجبنا لربنا؟ لينظر كل واحد منا.. ما الصلة التي بينه وبين الله، التي لا تنقطع؟ أرى أن من يأتي الجمعة قد أبقى بينه وبين الله تعالى باب صلة مفتوح، وسبب لا ينقطع، ومن حافظ على الصلاة في أوقاتها فصلته بربه أقوى، ومن التزمها مع الجماعة فلا شك أن صلته أشد وأوثق.. وهكذا نتفاوت استجابة وقرباً أو بعداً عن الله عز وجل، تتفاوت صلتنا قوة وضعفاً، والمهم أن تبقى فلا تنقطع ولننظر فيمن أخذت بهم نفوسهم وأهواؤهم مأخذاً بعيداً عن الله، ثم يظهر من حاله ما يدل أنه لم يقطع صلته بربه عز وجل اتصل عليّ قبل سنوات رجل يسألني قال أنا فلان. فلان؟ تذكرت أنه معروف بإدمانه على شرب الخمر، لا يفارقها ليلاً ولا نهاراً /أسأل الله أن يتوب عليه وعلى العصاة أجمعين/ ماذا تريد؟ يسألني عن عذر له إذ كان مضطراً لإنجاز عمل في رمضان ويشق عليه أن يصوم وهو يعمل والحر شديد! أكبرت به ذلك، واستبشرت خيراً أن بذرة الإيمان في قلبه ما زالت تحركه نحو الله تعالى، يريد الصيام.. يريد أن يطيع الله مع ما تلبّست به نفسه من ذنب ومعصية أيجد كل منا أن هذه الصلة ما تزال فيما بينه وبين ربه ؟! إن الله تبارك وتعالى يريد منا أن نعتصم بحبله المتين.. دينه القويم.. كتابه الكريم وسنجد فينا من لا يجتهد أن يكون من المقربين، من تضعف عزيمته أن يكون من الأبرار الصالحين، فلا يكوننّ من الفاسقين إن كان لا يستطيع أن يجعل بينه وبين ربه تبارك وتعالى حبلاً متيناً من الطاعة والصلة، فلا أقل من أن يجعل مع ربه رابطاً /ولو رفيعاً/ يستمد منه - الأمانة والصدق في عمله، فلا يغش ولا يكذب - خلقاً وبراً فلا يفجر ولا يسيء المعاملة، فصلته بالله تمنعه، مراقبته ربه تحول بينه وبين السوء ثم إنها صلة تبقي له باب التوبة والاستغفار إن زلت به القدم لنُبقِ إخوة الإيمان على هذا الباب مفتوحاً، وعلى الصلة قوية ونحن نعلم معنى أن تكون متصلاً: بالشبكة.. بمصدر الطاقة.. بأحبابك وأصدقائك عبر وسائل التواصل، وحري بنا أن نتفكّر من يجد نفسه متصلاً بالله تعالى؟ من يجد نفسه لا يغفل عن الله عز وجل؟ فهو يراقب الله في كل قول وفعل وفي كل نيّة، وخاصة في هذه الأيام /أيام الفتن/ فمن الناس من قطع صلته بربه فلا يلقي لأمر الله بالاً، منهم من فُتِن وقد زادهم الإعلام.. وزادهم ما يسمعون من سوء أفعال بعض الذين ضلوا عن منهج الله.. كل ذلك زادهم بعداً عن الله فأضاعوا الدين وأعرضوا عنه وقد توعّدهم القرآن الكريم بالعذاب ( ومن يُعرِض عن ذكر ربه يَسلكْه عذاباً صَعَداً ) في الخطبة الثانية: روى البخاري ومسلم وابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال " ما هذا "؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يومَ نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى. قال " أنا أحق بموسى منكم " فصامه وأمر بصيامه. وفي روايات عند مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال عن عاشوراء " وصومه يكفّر سنة " وثبت أنه قال أيضاً " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " واستنبط أهل العلم استحباب أن يُصام مع عاشوراء يوماً قبله أو يوماً بعده أسأله تعالى أن يوفقني وإياكم، وأن يُخلص نيّاتنا له، وأن يتقبل منا، ويغفر لنا. الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|