علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/12/23 المرء مع من أحبّ
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما.. جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال يا رسول: كيف ترى في رجل أحبّ قوماً ولمّا يلحق بهم؟ قال رسول الله " المرء مع من أحبّ " نسأل الله أن يجعلنا من أحباب رسول الله.. أن يوفقنا لحبّ يثمر خيراً فينا.. في أخلاقنا.. في تعاملنا.. في طاعاتنا.. وفي شأننا كله في رواية الترمذي قال أنس رضي الله عنه رأيت أصحاب رسول الله فرحوا بشيء لم أرَهم فرحوا بشيء أشدّ منه! قال رجل يا رسول الله: الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله؟ فقال رسول الله " المرء مع من أحبّ " أرى فلاناً مستفيضاً في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم! أُحبّه لذلك ولم أصل إلى بعض ما وصل إليه أرى آخر ينفق مما آتاه الله في وجوه الخير ولم أبلغ أن أفعل مثله، أُحبّه لذلك أرى غيره سخّر جاهه شفاعة للمستضعفين والمساكين، لا أملك أن أكون مثله ولكن أُحبّه لذلك أرى أحدهم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أرى آخر أصلح أهله وأولاده وعفّ أبناءه وبناته أُحبّه لذلك وإن لم أبلغ بعض ما بلغ من عمله كيف بمن يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم حقاً وصدقاً؟! كيف بمن يحبّ صحب النبي رضي الله عنهم؟! كيف بمن يحبّ أهل العلم وأهل الفضل والخير والصلاح؟! إخوة الإيمان: كثيراً ما يتغنّى المتغنّون بحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأتي مناسبة المولد ومجالس الاحتفال به ومدحه عليه الصلاة والسلام فيُقال الكثير، ويسمع الجليل من القول في حبّه صلى الله عليه وسلم ومدحه ولعلنا نحتاج حباً يكون تذكّراً له في شأننا كله يكون معايشة لسنته صلى الله عليه وسلم وسيرته في جوانب حياتنا كلّها كتب أحدهم في حاله.. وفيما ينبغي أن يكون عليه حال كل منا، مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم.. فيما يَعرِض لكل منا كتب فقال: - في لحظة حب يدهشني قوله صلى الله عليه وسلم /عن عائشة رضي الله عنها/ إني رُزقت حبّها! يسمع الصحابة ويروون ورسول الله يعلّم الناس كيف يكون حبّ الرجل أهله.. حب المؤمن لزوجته - في لحظة ضعف /وكلنا قد يضعف/ أبكي مع الذي يشكو ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس - في لحظة أمل تلمع في عينيّ ومضة فأس الخندق مبشراً بفتح فارس والروم بفتح قصور كسرى وقيصر /استمدّوا منه الأمل صلى الله عليه وسلم/ - وفي لحظة وَحدة يأتيني صوته في الغار ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) /لست وحدك إن اعتصمت بالله/ - وفي لحظة مرح أذكر أبا عمير /ذلك الطفل الصغير/ يداعبه صلى الله عليه وسلم و " ما فعل النُّغَير "؟ - وفي لحظة غربة /عن الأهل.. عن الديار/ أتساءل معه صلى الله عليه وسلم عند ورقة بن نوفل " أَوَمُخرجيّ هم "؟ رسول الله يُخرَج من أحب البلاد إليه؟ أين نحن من الاقتداء به عليه الصلاة والسلام - وفي لحظة وُدّ مع الأحباب أقول لهم كما علّمنا صلى الله عليه وسلم " يا معاذ إني أحبك " - وإذا ما أصابني حُزن أُطرِق وأردّد معه " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع " - وفي لحظة إصرار وثبات على الحق أتذكّر الشمس لو وضعت في يمينه والقمر في شماله /لو مُلّك الدنيا لا يترك الأمر حتى يُظهره الله أو يهلك دونه/! - في لحظة شوق أشتاق إليه كما اشتاق إلى أحبابه صلى الله عليه وسلم.. كما اشتاق إلينا! ونرجو الله أن يكتبنا في زمرة أحبابه - وإذا ما كان الاختيار بين دنيا زائلة زائفة وبين لقاء الله.. فقد اختار الرفيق الأعلى! صلى الله عليه وسلم السبيل القويم أن يكون احتفالنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، احتفاء به في كل شأن من شؤون حياتنا.. في كل صغيرة وكبيرة لا أن نقف عند حدود المدح والشِّعر البليغ، ثم إذا عدنا إلى أحوالنا وجدنا بيننا وبينه بوناً شاسعاً! إخوة الإيمان: يستطيع أحدنا أن يمدح أباه، بأنه كان عالماً ونال شهادات عالية، وترك مؤلفات عظيمة.. ولكن المادح ولد أميّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا ينتفع بشيء من علم أبيه! ما الذي ينفعه أو يُثمره هذا المدح؟ ونحن نحتفل برسول الله صلى الله عليه وسلم نتذكّر أن نحتفل به في كل زمان وفي كل مكان وفي كل موقف سبيل الاحتفال ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وجائزة من احتفل به اقتداءً واتّباعاً وتمسّكاً بهديه قالها لنا عليه الصلاة والسلام " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " نسأل الله أن يُكرمنا بشفاعته، وأن يجعلنا من رفقائه في جنات النعيم الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|