علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/9/30 المهاجر من هجر ما نهى الله عنه
قال تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) وروى الإمام البخاري عن سهل ابن عمرو رضي الله عنهما أنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " مع انقضاء سنة هجرية واقتراب أخرى، ندعو الله أن يغفر لنا ما سلف في عامنا الذي انصرم، وأن يبارك في عامنا القادم ويجعله عما خير وفرج وتمكين لعباده المؤمنين. لقد كانت الهجرة في ربيع الأول، وفيه يناسب الحديث عنها.. كما أن ابتداء العام الهجري مناسبة لنتذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم الهجرة أشرف الأعمال زمن البعثة، بل أصدق برهان على الإيمان قبل فتح مكة كانت للمسلمين قراراً وأيّ قرار؟! كانت قراراً مصيرياً لكل من هاجر، لا يعلو فوق أي قرار لأولئك الصادقين من المؤمنين. نتعلم منهم اتخاذ القرار... نتخذ القرار - في أداء الطاعات لله تبارك وتعالى وعدم التهاون في أمرها مهما كانت الأسباب - في طلب العلم والفقه في الدين فلا يُعبد الله بجهل، ولا تصح الطاعة إلا على علم، ولا يكون التمكين في الأرض إلا بالعلم - في عملنا وكسبنا، وطلب رضا الله تعالى من ألوان العمل، نرجع منه بكسب حلال ننعم به في الدنيا، ونسعد به في الآخرة كثيراً ما يضيع أحدنا أما أية معضلة في حياته الشخصية والاجتماعية، لا يعرف كيف يتخذ قرار في أمر الزواج أو الطلاق، وفي أمور شتى يحتاج المؤمن أن يكون فيها على بيّنة، أن يستمد قرار من الحق الذي جاء من عند الله تبارك وتعالى، وصدع به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إخوة الإيمان: هي النفوس! هي الشهوات والأهواء! قد نعرف الحق الذي يرضي الله تعالى، ولكنه يصطدم بنفوسنا وأهوائنا، ولطالما كان الشيطان عائقاً بين المسلم وطاعته ربّه عز وجلّ ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم... ) كثير منا، ومن كبار السن فينا سمع أو حفظ قول الإمام البوصيري رحمه الله وخالف النفس والشيطان واعصِهما ... وإن هما محّضاك النصحَ فاتّهِمِ فمن عصى النفس والشيطان فاز، ومن تبع إغواءهما هوى روى الإمام أحمد والنسائي وابن حبان رحمهم الله عن سبرة بن أبي فاكه قال عليه الصلاة والسلام " إنَّ الشَّيطانَ قعَد لابنِ آدَمَ بطريقِ الإسلامِ فقال له: تُسلِمُ وتذَرُ دِينَك ودِينَ آبائِك؟ فعصاه فأسلَم فغُفِر له، فقعَد له بطريقِ الهجرةِ فقال له: تُهاجِرُ وتذَرُ أرضَك وسماءَك؟ فعصاه فهاجَر فقعَد له بطريقِ الجهادِ فقال له: تُجاهِدُ وهو جَهدُ النَّفسِ والمالِ فتُقاتِلُ فتُقتَلُ فتُنكَحُ المرأةُ ويُقسَمُ المالُ؟ فعصاه فجاهَد " فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم " فمَن فعَل ذلك فمات كان حقّاً على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ أو قُتِل كان حقّاً على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ وإنْ غرِق كان حقّاً على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ أو وقَصتْه دابَّةٌ /أي ضربته بقائمتها/ كان حقّاً على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ " لماذا إخوة الإيمان؟ لأنه قدّم ما يرضي الله على كل ما سواه! لأن رضا الله فوق النفس والهوى، وساوس الشيطان بذلك مضت الهجرة للمهاجرين الأولين رضي الله عنهم، ورضي عن الأنصار الذين تبوّؤوا الدار والإيمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم مضت الهجرة بأجرها وثوابها وعظيم فضل الله تعالى على المهاجرين، فماذا بقي لنا منها وهي أشرف المراتب؟! يُجيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم روى الإمام أحمد والطبراني من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ ما الإسلامُ؟ قال " أن يسلَمَ للهِ قلبُك وأن يسلَمَ المسلمون من لسانِك ويدِك " قال فأيُّ الإسلامِ أفضلُ؟ قال " الإيمانُ " قال وما الإيمانُ؟ قال " أن تُؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه والبعثِ بعد الموتِ " قال فأيُّ الإيمانِ أفضلُ؟ قال " الهجرةُ " قال وما الهجرةُ؟ قال " أن تهجُرَ السُّوءَ " الحديث... المهاجر من هجر ما نهى الله عنه، يستطيع كل مؤمن فينا أن يكون مهاجراً، وأن ينال بفضل الله ما ناله صحب النبي صلى الله عليه وسلم من ثواب الهجرة أن يهجر السوء! هل نهجر الغيبة؟ وما أسرع ما يبادر لساننا به! هل نهجر بذيء الكلام، والسب والشتم و القدح في الذمم أو الطعن في الأعراض؟ هل يهجر التاجر فينا جشعه أو غشه؟ طلباً للسلامة في الدنيا والآخرة هل يهجر الظالم أخاه ظلمه؟ هل يهجر السفيه سفهه؟ هل يهجر الغضوب غضبه، وسوء فعله عند الغضب؟ كثيراً ما يعجز أحدنا أن يهجر ما هو أقل من ذلك! مستسهلاً اتباع الهوى وإرضاء النفس، ويشق عليه أن يرضي الله تعالى " أن تهجُرَ السُّوءَ " يكفيك خيراً ألا تسيء إلى أحد، تأتي يوم القيامة وقد ضاعف الله لك ثواب الحسنات، ولن يطلبك أحد من الناس بحق أو مظلمة، أو يأخذ من حسناتك لقاء إساءتك إليه هذا ما بقي لنا من فضل الهجرة، وذلك هو المهاجر ولما علم الصحابة فضل الهجرة اشتد حرصهم على ثوابها وخشي من لم يهاجر أن يهلك! روى ابن حبان عن صالح بن بشير بن فديك أنَّ فُدَيكاً رضي الله عنه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّهم يزعُمونَ أنَّه مَن لم يُهاجِرْ هلَك! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم " يا فُدَيْكُ /وكل منا حريّ به أن يحفظ وصية رسول الله لفديك/ يا فُدَيْكُ أقِمِ الصَّلاةَ واهجُرِ السُّوءَ واسكُنْ مِن أرضِ قومِك حيثُ شِئْتَ " ثبتني الله وإياكم على الهدى، وأعاننا على هجر السوء والمعاصي، وترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن. الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|