علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2017/1/06 تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير
( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ) روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " إن ثلاثةً في بني إسرائيلَ، أبرصَ وأقرعَ وأعمَى، فأراد اللهُ أن يبتلِيَهم، فبعث إليهم ملَكاً فأتَى الأبرصَ فقال: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ /ولو سُئل أحدنا أي شيء أحبّ إليك؟ ماذا سيختار من متاع الحياة الدنيا وزينتها؟! القوة؟ المال؟ الشكل الحسن؟ أو الشهرة والسمعة الطيبة؟ أو ما سوى ذلك، ولسان حالنا أن نبحث عما تشتاق النفس إليه، وتشتد الرغبة فيه/ قال: لونٌ حسنٌ، وجلدٌ حسنٌ، ويذهبُ عني الذي قد قَذِرني الناسُ! /أي نفر مني الناس بسببه/ قال فمسحه فذهب عنه قذرُه، وأُعطِيَ لوناً حسناً وجلداً حسناً، قال: فأيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: الإبلُ (أو قال البقرُ، شك إسحاقُ) -إلا أن الأبرصَ أو الأقرعَ قال أحدُهما: الإبلُ، وقال الآخرُ البقرُ- /وقد ذكر الراوي هذا الشكّ أمانة منه في نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجزاهم الله الخير/ قال فأُعطِيَ ناقةً عشراءَ، فقال: بارك اللهُ لك فيها. قال فأتَى الأقرعَ فقال: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: شعرٌ حسنٌ ويذهبُ عني هذا الذي قَذِرني الناسُ، قال فمسحه فذهب عنه، وأُعطِيَ شعراً حسناً، قال: فأيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: البقرُ، فأُعطِيَ بقرةً حاملاً، فقال: بارك اللهُ لك فيها. قال فأتَى الأعمَى فقال: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: أن يردَّ اللهُ إليَّ بصرِي فأبصرُ به الناسَ، قال فمسحه فردَّ اللهُ إليه بصرَه، قال: فأيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: الغنمُ، فأُعطِيَ شاةً والداً، فأُنتج هذانِ وولَّد هذا. قال: فكان لهذا وادٍ من الإبلِ، ولهذا وادٍ من البقرِ، ولهذا وادٍ من الغنمِ. قال: ثم إنه /أي المَلَك/ أتَى الأبرصَ في صورتِه وهيئتِه فقال: رجلٌ مسكينٌ، قد انقطعت بِيَ الحبالُ في سفري، فلا بلاغَ لي اليومَ إلا باللهِ ثم بك، أسألُك بالذي أعطاك اللونَ الحسنَ والجلدَ الحسنَ والمالَ، بعيراً أتبلّغُ عليه في سفرِي، فقال: الحقوقُ كثيرةٌ!!! /عنده وادٍ من الإبل، وقد سئل بعيراً واحداً، فقال الحقوق كثيرة!! وما أكثر ما يقولها الناس! الالتزامات كثيرة! المسؤوليات كثيرة، الأعباء الأسرية والنفقات كثيرة! لا أستطيع/ فقال له: كأنِّي أعرفُك، ألم تكنْ أبرصَ يقذرُك الناسُ؟ فقيراً فأعطاك اللهُ؟! فقال: إنما وَرِثت هذا المالَ كابراً عن كابرٍ! /ماذا تقول؟! أنا ورثت المال أباً غنياً عن مثله!/ فقال: إن كنت كاذباً، فصيَّرك اللهُ إلى ما كنت. قال: وأتَى الأقرعَ في صورتِه فقال له مثل ما قال لهذا، وردَّ عليه مثل ما ردَّ على هذا! فقال: إن كنت كاذباً فصيَّرك اللهُ إلى ما كنت! /هذا حال فريق من الناس ابتلاه الله بما يكره، ثم كشف الله عنه ضرّه وأعطاه، فجحد نعمة الله وأنكر حق الله فيما أعطاه!/ قال: وأتَى الأعمى في صورتِه وهيئتِه فقال: رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيلٍ، انقطعت بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغَ لي اليومَ إلا باللهِ ثم بك، أسألُك بالذي ردَّ عليك بصرَك، شاةً أتَبَلّغُ بها في سفري، فقال: قد كنتُ أعمَى فردَّ اللهُ إلي بصري، فخذْ ما شئت، ودعْ ما شئت، فَوَاللهِ لا أجهدُك اليومَ شيئاً أخذته للهِ! / لا أجهدُك.. لا أرى أنك أصبتني بجهد ولو أخذت ما شئت من المال، طالما أنه لله فلا يحزنني ذلك!/ فقال: أَمسِكْ مالَك، فإنما ابتليتم، فقد رضِيَ عنك وسخِطَ على صاحبَيك " إنما ابتليتم!! نعم فالحياة كلها ابتلاء، كلها امتحان، والله تعالى يمتحن عباده بما شاء ( ...ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) والموفّق بأمر الله عز وجل من عاد من الابتلاء برضوان ربه تبارك وتعالى إخوة الإيمان: لننظر إلى امتحان الله لنا على أنه خير، إن عدنا منه برضى الله، إن كانت النتيجة فلاحاً ونجاحاً، فهو الفوز العظيم روى أبو داود عن اللجلاج بن حكيم السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إنّ العبدَ إذا سبقت له من الله منزلةٌ لم يبلغْها بعمله، ابتلاه الله في جسدِه، أو في مالِه، أو في ولدِه، ثم صبَّره على ذلك... /أترون رحمة الله عز وجل؟ أترون عظيم فضل الله على عبد المؤمن؟ كتب له منزلة لا يبلغها بعمله مهما اجتهد، يبتليه بما شاء، ثم يصبّره على ذلكّ فإذا وجدت من نفسك صبراً على أمر الله فاعلم أنه فضل منه.. خير أراد الله لك/ ثم صبَّره على ذلك... حتى يُبلِّغَه المنزلةَ التي سبقت له من اللهِ تعالى " وفي رواية ابن حبان رحمه الله " إنّ الرَّجل لَتكونُ له عندَ الله المنزلةُ فما يبلُغُها بعمل، فلا يزال اللهُ يبتليه بما يكرَهُ حتَّى يُبلِّغَه إيّاها " يبتليه بما يكرَهُ وهو القائل سبحانه ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم... ) لا يمر على أحدنا يوم إلا وتعرض له أمور يكرهها! لا يمر على أحدنا أسبوع إلا ويقع في مواقف يكرهها! فإذا صبر واحتسب وعاد منها برضوان الله تعالى، وعاد بالأجر والمنزلة عنده سبحانه! ولا نبلغ ذلك إخوة الإيمان إلا بالصبر الجميل، الذي حدّثناه كتاب الله عز وجل على لسان يعقوب عليه السلام ( فصبر جميل والله المستعان...) نسأل الله أن يوفقنا إليه الصبر الجميل ليس معه شكوى الصبر الجميل في الرضا التام عن الله تعالى وقد رُوي عند البيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قالَ اللهُ تبارَك وتعالى إذا ابتَليتُ عبدي المؤمِنَ ولم يشتَكِ إلى عوَّادِه أطلقتُه من أُسارِي ثمّ أبدلتُه لحماً خيراً من لحمِه ودماً خيراً من دمِه ثمَّ يستأنفُ العملَ " وفقني الله وإياكم لننجح في هذا الامتحان ووفق أبناءنا وبناتنا في امتحاناتهم الدنيوية والأخروية وكتب لنا ولهم رضاه الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الخدمات المصرفية Banking , برمجيات الأعمال Business Software , ذهب (Gold) , النمل الأبيض Termites , 2017/1/06 , الملك , الذي , الجمعة , تبارك , تجده , خطبة , قدير |