علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
المنهاج المطوّر (اللغة العربيّة )
المنهاج المطوّر ( اللغة العربيّة )
كنّا نشكو من المنهاج الأسبق من ناحية واحدة هي طول ذلك المنهاج في كلّ الموادّ،ومعاناة التلاميذ والطّلاّب من ثقل المحفظة . وعندما بدأ العمل في المناهج السابقة قبل بداية الحرب على سورية استبشرنا خيراً ، وزاد من البشرى الحملة الدعائيّة الكبيرة التي سبقت ذلك المنهاج حتّى اعتقدنا أنّه سينقل سورية نقلة نوعيّةً في جميع مجالات الحياة، ولا سيما بعد أن صرّح وزير التربية آنذاك السيد (علي سعد)ذلك التصريح العجيب والذي فحواه أنّه سيضحي بعدّة أجيال من أجل المناهج الجديدة ...........وظهر المنهاج الجديد والذي كلّف الخزينة - على ذمّة الرواة – اثنين وتسعين مليار ليرة سورية في يوم كان لليرة قيمة ....... والآن صار ذلك المنهاج من الماضي ، وبما أنّ المثل يقول : الميّت لا تجوز عليه إلاّ الرحمة ، ويقول أيضاً : اذكروا محاسن موتاكم، ومع ذلك لابدّ من بعض الملاحظات البسيطة أستهلّها بالقول : رحم الله القائل : " لا تعرف خيره حتّى تجرّب غيره " فالمنهاج الذي كان جديداً باختصار هو منهاج ضخم أكثر من سابقه وفوضوي ، وأنا هنا أتحدّث عن مناهج اللغة العربيّة في المرحلتين الإعداديّة والثانويّة حصراً وباختصار شديد وبالعموميّات، لأنّه صار من الماضي ، ولكن لابدّ من مقارنة بين الأسبق والسابق والحالي . - كلّ ما في الأمر بالنسبة للمنهاج السابق أنّهم غيّروا النصوص الشعرية والنثريّة وهذا لا خلاف عليه ، وحتّى يبدو المنهاج جديداً؛ نقلوا بعض دروس النحو من مرحلة إلى أخرى ، لأنّ القواعد لا تتغيّر ، وتناولوا شرحها بطريقة غامضة بحيث لا يستطيع المتعلّم أن يفهم الدرس دون المدرّس مهما كان ذكيّاً بعكس المنهاج الأسبق، ومثال على ذلك بحث العدد في الصف التاسع ، كما غيّروا بعض التسميات ؛ فوقع في الطلاّب في الخطأ ، ومثال ذلك : كان هناك عنوان في قواعد الصفّ التاسع هو : التوابع " وتشمل : (العطف – الصفة (النعت) – البدل – التوكيد)حذفوا العنوان ( التوابع ) وأبقوا على الدروس المذكورة ، وفي الثانويّة يأتي السؤال : أخرج تابعاً ........؛ فيسأل الطالب ماهو التابع ؟ - أمّا عن فوضويّة المنهاج الجديد( السابق) نمثّل لها بقولنا إنّ المنهاج الأسبق كان يتناول الأدب الجاهلي وصدر الإسلام والأموي في الصف العاشر ، وفي الحادي عشر يتناول أدب العصر العباسي والأندلسي ،وعصر الانحدار ، ويتناول الثالث الثانوي الأدب الحديث ، أمّا المنهاج السابق فخلط عبّاس بدبّاس ،حيث ينهي الطالب دراسته الثانويّة دون أن يتشكّل لديه أيّ فهم عن العصور الأدبيّة . ومن وجهة نظري كمدرّس: المنهاج الأسبق أفيد للطالب - أمّا في الثالث الثانوي فالمنهاج الأسبق قسّم الكتاب إلى محاور ، فجاء المنهاج السابق وغيّر التسمية من محاور إلى وحدات ، وألغى محاور (الوجداني والمهجري والاستعمار والقضية الفلسطينيّة ) وأدخل إلى التعبير تحليل نصّ أدبي ، وهذا غير منطقي لأنّ مثل هذا السؤال يمكن أن يكون حلقة بحث ينجزها الطالب خلال شهر أو أكثر ، ولكنّ الأمر الجميل هو أنّ سلّم التصحيح فرّغ هذا السؤال من مضمونه لأنّه اكتفى بالقليل من المعلومات التي يمكن أن تلقّن للطالب عدا عن أنّ معظم جزئيّاته مرصودة في الأسئلة . - ولا بدّ من الإشارة إلى موضوعات الوحدة المسمّاة : (الأعمال الأدبيّة ) فرواية صدقي اسماعيل ستّة مجلّدات اقتطفوا منها صفحة ونصف ، أمّا رواية الشرقاوي ( الفتى مهران ) فلا تساوي الحبر الذي كتبت به ....... - أمّا عن الأخطاء المنطقيّة والعلميّة فلن أتحدّث ، لأنّه جَلّ من لا يخطئ ، ولكن لا مبرّر للخطأ لأنّ المشاركين في إنجاز أيّ كتاب في المنهاج السابق تجاوزوا العشرات ومعظمهم لم يكن يعرف ما في الكتاب الذي ورد اسمه فيه كمؤلّف ، وهذا ما لمسناه منهم عند اللقاء بهم أوّل ظهور المنهاج . في حين أنهم في المنهاج الأسبق قلّ أن يتجاوزوا أربعة المؤلّفين . والآن ظهر المنهاج المطوّر - وأنا أستغرب ما التطوير الذي طرأ عليه ؟! - هل تغيير النصوص المتناولة تطوير ؟ - أم إدراج وظيفة الصورة بدلاً من القيمة الفنيّة تطوير ؟! ( أتمنّى أن تتطّلعوا على وظيفة الصورة الصفحة الثامنة عشرة من كتاب الثالث الثانوي ) - وهل التطوير في التركيز على دور الصورة الشعرية ، والمحسّن البديعي في خدمة المعنى ؟! - أم التطوير في الإبقاء على الفوضى التي كانت في المنهاج السابق، وذلك في العاشر والحادي عشر ، والتي أشرنا إليها سابقاً. - ربما اعتبروا عودة الأدب المهجري إلى الثالث الثانوي من التطوير، وهذه العودة جميلة ولكنّهم لم يوفّقوا في اختيار النصوص فعلى سبيل المثال جاؤوا بقصيدة لجورج صيدح بعنوان ( وطني )وقصيدة لنسيب عريضة بعنوان (المهاجر) وموضوعهما واحد غلب عليه الشوق للوطن والتعلّق به .وقد وردت قصيدة أخرى في وحدة الشعر الوجداني للشاعر عدنان مردم بك بعنوان (الوطن )واعذروني إذا قلت معانيها مبتذلة جدّاً ومكرّرة أيضاً . - وفي وحدة الشعر الاجتماعي لفت انتباهي موضوع قصيدة الزركلي ( مروءة وسخاء)الذي يدعو إلى القضاء على الفقر بالتبرّعات . - وأعتقد أنهم اعتبروا التّوسّع في تناول المنهج الاجتماعي والمنهج النفسي في النّقد مقارنة بالمنهاج السابق نوعاً من التطوير ، فهل دراسة نصّ وفق المنهج الاجتماعي أو النفسي في النقد لا ينطبق على أيّ منهج آخر ؟!! أتمنّى إلغاء هذه الدراسة والاكتفاء ببعض الأسئلة المتعلّقة بهذا النوع من النقد . - ولا شكّ أنّهم رؤوا التطوير في إلحاق بعض دروس النحو بآخر كتاب الثالث الثانوي، وهذا أمر جميل ولكن لم يكونوا موفّقين بالعرض في معظم هذه الدروس ، فعلى سبيل المثال لا الحصر في درس المنادى أهملوا نداء المعرّف بأل . - وأغفلوا أيضاً في أسلوب المدح والذّمّ كون المخصوص اسماً معرفة ، أو نكرة مختصّة - وفي ماينوب عن المصدر عندما يكون مفعولاً مطلقاً أغفلوا شروط الإنابة . - وقد ذكروا ثلاث صور للأمر وهي : الأمر بفعل الأمر ، والأمر بلام الأمر الداخلة على المضارع ، والأمر بالمصدر النائب عن فعله ، ونسوا الصورة الرابعة وهي : الأمر باسم فعل الأمر . - وقد جاء في درس التوكيد : يؤكّد الفعل الماضي بـ ( قد ، أو القسم أو كليهما معاً )وحبّذا لو ذكروا أنّ هذا يكون مع الماضي المثبت ، أمّا الماضي المنفي فلا يؤكّد إلاّ بالقسم ...................... ...................... ...................... ...... - وقد لفت انتباهي أنّ الأعلام في كتاب الثالث الثانوي ( المؤلّفون من شعراء وكتّاب)عددهم ثمانية وعشرون مؤلّفاً، توزّعوا على النحو الآتي : - ثمانية عرب – عشرون سوريّاً تسعة منهم من محافظة دمشق. - ولكنّ التطوير الحقيقي تجلّى في لوحة الغلاف بالنسبة لكلّ الكتب وفي كلّ المراحل ، ولن أعلّق فقد تناول الكثيرون هذه المهازل. وأختم بالقول أنّه يجب أن يراعى في تأليف المناهج أمور منها: 1- أن يكون المؤلّفون ممن يشهد لهم بطول الباع في هذا المجال ، أمّا أن يقوم بالتأليف من لم يسبق له و كتب مقالاً حتّى في مجلّة أو صحيفة، أو سُمعتْ منه محاضرة على وسيلة من وسائل الإعلام ، فهذا أمر مستغرب ، والأغرب منه كيف اسُتدلّ عليه ودُعي للمشاركة في التأليف 0 2- يجب ألا يدخل أيّ منهاج جديد مجال العمل به إلاّ بعد أن يطّلع عليه عدد كبير من العاملين في الميدان ، أي المدرّسين ، ويُبدون ملاحظاتهم ، ويغدو هذا المنهاج الجديد نظيفاً من كل الثغرات،لأنّه لا داع إلى السرعة في التأليف والسرعة في الطباعة ، ومن ثمّ العودة إلى التعديل بعد أن يكون الطالب دفع الثمن جرّاء التّخبّط والقرارات المتناقضة . وباختصار نتجنّب التضحية بجيلين أو أكثر !!! 3- أن يراعي المنهاج سوية المرحلة عمرياً وثقافياً. 4- أن يكون كتاب النحو مستقلاًّ ،وهذا لا يعني عدم التطرّق للنحو إلاّ من خلاله ، وإنّما حتّى يكون مرجعاً تسهل العودة إليه 0 5- الانتباه إلى مطابقة التدريبات المتعلّقة بالقواعد في دروس القراءة والنصوص مع دروس النحو ، أي :عدم إيراد أسئلة نحوية لم يسبق أن مرّ بحثها ووجود مثل هذا يدلّ على عدم إحاطة المؤلّف بالمنهاج. - فلا تنسوا يا أبناء العروبة أنّ موتكم بموت هذه اللغة ، فحافظوا على حياتكم بالمحافظة عليها.
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|