لا حاجة للخفاش إلى ضوء يرشده إلى الطريق في ظلام الليل أو يتبين على أشعته العوائق التي تعترض طريقه ، ولا الحشرات التي يبحث عنها أثناء طيرانه بسرعة فائقة بين الأشجار والمباني ذلك لأنه يعتمد على الحاسة السادسة لديه والتي تشبه الرادار الحديث ، في تجنب الخطر ومعرفة الهدف ،
وأثناء طيرانه يصدر الخفاش موجات صوتية عالية التردد لا تسمعها آذاننا ، هذه الموجات تنعكس وترتد إليه ثانية عندما تصطدم بالأشياء في طريق طيرانه ،
وفي أقل من جزء من الثانية يجري الخفاش عملية الاستماع والتحليل والتعرف والاتجاه نحو الهدف أو تجنبه بحركة من جناحه ، يفعل هذا مئات المرات كل ليلة ، لأن مخه قادر على ترجمة أكثر نماذج الأصوات تعقيداً ، وبسرعة مذهلة ، لقد عرف الخفاش بالفطرة التي خلقه الله عليها ،
كيفية استخدام نفس القواعد التكنولوجية التي يعمل بها الرادار ، وبطريقة أكثر دقة وتفوقاً ، فالخفاش قادر على معرفة ما إذا كان الشئ الذي يعترض طريقه عقبة خطرة فيتجنبها ، أم هي حشرة لذيذة فيتجه إليها ويلتهمها