المعاهد التقانية والمتوسطة

المعاهد التقانية والمتوسطة - حسام الخوجه
المعاهد التقانية والمتوسطة هي مؤسسات تتبع الجامعات الأم غالباً أو وزارات الدولة أحياناً وترتبط بها، ويدرس الطالب فيها لعامين متتالين وبعد ذلك يتخرج حاملاً درجة "دبلوم تقاني" في اختصاص معين كالهندسة والمحاسبة وإدارة الأعمال وغيرها، يستطيع العمل من خلال هذا الدبلوم في القطاعين العام والخاص على حدٍ سواء، إلا أن المجتمع - رغم انفتاحه في السنوات الأخيرة - لم يقم بإنصاف تلك المعاهد وتقديرها بعد !
يقول طالب : نحن خريجي المعاهد المتوسطة عبارة عن مساعدين لخريجي البكالوريوس ويصفنا البعض بالفاشلين كوننا لم نتحصل على مجموعٍ عالٍ يؤهلنا لدخول الكليات فهل هذا صحيح ؟
نظرة خاطئة سببها جهل اجتماعي
على سبيل المثال إن خريج المعهد التقاني (سنتين دراسيتين) في أي اختصاص لا يشترط أن يكون تابعاً لخريج الكلية في سوق العمل وقد يعمل بشكلٍ منفصل دون إشرافه، مثلاً : خريج المعهد التقاني للحاسب تخصص هندسة البرمجيات يستطيع العمل كمبرمج ومطور ورئيس قسم في شركة متخصصة في التكنولوجيا، وخريج المعهد التقاني للهندسة الميكانيكية والكهربائية يستطيع العمل كفني متخصص في مجاله وافتتاح مشروعه الخاص، وقد اتجهت الوزارة مؤخراً لتغيير مسميات حملة شهادة المعاهد من "مساعد مجاز" إلى "دبلوم تقاني" وفي هذا الإنصاف لهم ولمكانتهم العلمية والمهنية والاجتماعية.

الحياة الجامعية تشمل الكليات والمعاهد
خريج المعهد هو "جامعي" فشهادات تلك المعاهد جميعها معتمدة من المجلس الأعلى للتعليم التقاني والجامعات السورية أو الوزارات، مثلاً : خريج المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية بدمشق يحصل على دبلوم تقاني من جامعة دمشق، فلا يجب أن يشار بمصطلح "جامعي" إلى خريجي الكليات فقط !
دراسة أكاديمية تطبيقية
يهتم خريج الكلية عادةً بدراسة الجانب الأكاديمي، بينما يهتم خريج المعهد بالجانب التطبيقي ويواكب سوق العمل، على سبيل المثال : يهتم خريج المعلوماتية بلغات البرمجة وتطويرها بينما يتخصص خريج المعهد بالحلول البرمجية السريعة للشركات وتنفيذها (بشكل تطبيقي)
المعدلات المطلوبة للمعاهد ليست متدنية
لا يجدر أن تلحق سمعة العلامات المتدنية بخريجي المعاهد فبعضها يحتاج لمعدلات في الثانوية العامة تفوق معدلات بعض الكليات كالمعهد التقاني لطب الأسنان، أو المعهد التقاني الطبي أو المعهد التقاني للحاسب .. الخ.
يجدر بالمجتمع إنصاف هؤلاء الخريجين وتقدير مكانتهم ودورهم في عملية البناء فهم أهم دعائم سوق العمل وصلة الوصل بين حامل الإجازة الجامعية وبين المجتمع.