الرياضيات لغة الكون , بداية الرياضيات و نشأتها

الرياضيات لغة الكون , بداية الرياضيات و نشأتها

يتكون عالمنا من انماط و متتاليات حولنا في كل مكان , كتعاقب الليل و النهار ,
ورحيل الحيوانات عبر الكرة الأرضية في تشكيلات دائمة التغير , كما تتغير
المناظر الطبيعية بإستمرار , من هذا المنطلق يأتي احد اسباب بدء وضع الرياضيات,
و هو احتياجنا إلى إيجاد طريقة لفهم هذه الأنماط الطبيعية .
المفاهيم الرياضية الأساسية كالمكان و الكمية هي امور فطرية في ادمغتنا , حتى
الحيوانات تشعر بالابعاد و العدد وتقدر إذا ما كانت متفوقة عددياً أم لا , وإذا ما
كان عليها أن تقاتل أم تطير , و تحسب إذا ما كانت فريستها في مرمى هجومها أم لا ,
ببساطة فهم الرياضيات هو الفارق بين الحياة والموت .
لكن الإنسان هو من أخذ تلك المفاهيم الأساسية وبدأ يبني على هذه الأسس , في
وقت ما بدأ الناس يلاحظون الأنماط و يصنعون علاقات ويعدون و ينظمون العالم
من حولهم , و بذلك بدأ يبزغ كون رياضي جديد تماماً .
على ضفاف نهر النيل ظهرت بعض العلامات الأولى للرياضيات كما نعرفها اليوم ,
كان الحدث الأهم للزراعة المصرية كل عام هو فيضان النيل لذا استخدم ذلك كعلامة
على بدء السنة الجديدة , كان المصريون يسجلون ما يحدث خلال الفترات الزمنية ,
وكي تنشيء تقويماً كهذا ستحتاج إلى معرفة عدد الأيام بين منازل القمر على سبيل
المثال أو عدد الأيام بين فيضانين للنيل , كان تسجيل نظام الفصول أمراً أساسياً
لإدارتهم للأرض فعندما كثر عدد السكان و الأراضي الزراعية أصبحت أكبر فمن
الضروري إيجاد طرق لإدارتها , كانت هناك حاجة لحساب مساحة الأراضي و
توقع كمية المحاصيل و حساب الضرائب و جمعها بإختصار احتاج الناس إلى أن
يعدوا و يقيسوا , استخدم المصريون اجسامهم في قياس الكون و هكذا نشأت وحدات
قياسهم , الكف : كان عرض اليد , الذراع : كان طول الساعد من المرفق حتى
اطراف الأصابع , مقياس الأراضي كان شريط من الأرض مساحته :
ذراع * مئة ذراع , كان ذلك يستخدم من قبل المساحين الفرعونيين لحساب
المساحات , فمن النيل بدأت الرياضيات تعرف و تنتشر .