مجلس أبوظبي للتعليم يستحدث قسم للتعليم الالكتروني

استحدث مجلس أبوظبي للتعليم، قسماً كاملاً للتعليم الإلكتروني لوضع استراتيجية كاملة للتعلم الرقمي، وتدريب الطلبة وذويهم، والهيئة التدريسية والمعلمين، على النظام الجديد من أجل الانتقال إلى التعليم الالكتروني بشكل عملي والوصول إلى منظومة تعليمية متكاملة، فيما أكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، أن «التعليم الإلكتروني جزء من النموذج الذي يطبقه المجلس في المدارس الجديدة، بهدف تعزيز التفكير النقدي للتلاميذ والتعلم المعاصر من خلال استخدام مختلف الموارد والتكنولوجيا».
وتفصيلاً، أفاد مجلس أبوظبي للتعليم أنه يعكف حالياً على وضع اللمسات الأخيرة، لخريطة التعليم الإلكتروني، الذي يستعد المجلس للانتقال من خلاله من نظم التعليم التقليدية، إلى التعلم الرقمي «الذكي» الذي سيحيل الأدوات التعليمية المعروفة مثل السبورة والطباشير والأقلام والدفاتر والكراسات إلى متحف التعليم.
وقال المجلس إن العمل يسير بشكل تدريجي ومخطط، وأن لديه أكثر من مشروع للتعليم الإلكتروني، خصوصاً أنه قد اخذ الخطوة الأولى في هذا المجال بعد تنفيذه لمبادرة «الصف الإلكتروني» في ست مدارس، والتي كانت الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الاوسط، واستخدم خلالها وسائل تكنولوجية متنوعة منها «الآي باد واللابتوب والسبورة الذكية»، مشيراً إلى أن التعليم الالكتروني ليس مجرد توفير كمبيوتر لوحي للطلبة، ولا يشترط أيضاً أن يكون مطبقاً من خلال «الآي باد بالتحديد، لأن التكنولوجيا هي أدوات توظف لخدمة العملية التعليمية فهي وسائل وليست أهدافاً بحد ذاتها».
التجهيزات التقنية
وأشار المجلس إلى أن التجهيزات التقنية لتطبيق التعليم الإلكتروني، ستشمل إنشاء مركز لمصادر التعلم الرقمية بكل مدرسة من أجل دعم الاستخدام الفعَّال لأدوات ووسائل التعلُّم الرقمي في القرن الـ‬21، وتزويد الطلبة بأجهزة إلكترونية رقمية يمكنهم استخدامها داخل الصفوف الدراسية أو في المنزل، وتجهيز المدارس بالسبورات الذكية والترابيزات التفاعلية، وتركيب كاميرات مراقبة داخل الصفوف الدراسية، ليس بغرض المراقبة، ولكن من خلالها يستطيع كل ذوي الطلبة الدخول عليها ومعرفة طرق التعليم في الفصل، إضافة إلى إمكانية ربط الفصول الدراسية في مدارس عدة ببعضها في الوقت نفسه، والاستفادة من شرح معلم آخر في مدرسة أخرى في حالة تغيب معلم الصف.
وأكد المجلس أنه نفذ العديد من المشروعات التي من شأنها دعم ومساعدة نظام التعليم الالكتروني منها مشروع البنية التحتية التقنية في المدارس، الذي تم الانتهاء منه العام الدراسي الماضي، وتم من خلاله ربط مدارس الإمارة الــ‬265 بشبكة إنترنت فريدة ومتطورة عالية السرعة، وتوفير شبكة إنترنت عالية السرعة على مستوى الشبكة المركزية بالمجلس وربطها مع شبكات المدارس لنقل البرامج والأنظمة التقنية من المجلس إلى المدارس وربط المكتبات المدرسية إلكترونياً بالمكتبات العامة، والمكتبات العالمية، ونظام معلومات الطالب (eSIS)، إضافة إلى الانتهاء من مشروع تركيب تكنولوجيا تسريع الانترنت بالمدارس باستخدام تقنية الـ «WASS» والتي ستتكفل بزيادة سرعة التواصل والربط الالكتروني بين الشبكة المتوافرة في المدارس والشبكة المركزية في المجلس.
«المواطن الإلكتروني»
وتابع أنه يعمل أيضاً على إعداد المعلمين وتدريبهم على استخدام الانظمة الالكترونية الموجودة في مدارسهم، وتدريب ذوي الطلبة ضمن مبادرة المواطن الإلكتروني، التي استفاد منها حتى الآن ما يزيد على ‬3500 شخص، وتم مساعدتهم في استخدام التكنولوجيا المتطورة، وسد الفجوة الالكترونية الموجودة لدى شريحة من كبار السن، إذ عقد دورات تدريبية لهم حول استخدامات الحاسب الآلي والإنترنت، وذلك لتعزيز التواصل بين ذوي الطلبة وإدارة المدرسة والهيئات التعليمية الكترونياً، فضلاً عن تعريفهم باستخـدام نظام معلومات الطالب (eSIS) ومتابعة التحصيل الأكاديمي لأبنائهم، ومشاركتهم في العملية التعليمية والتعرف إلى آليات البحث من خلال الانترنت والمساعدة في الواجبات المدرسية، والتعرف كذلك إلى مخاطر الانترنت وطرق الاستخدام السليم.
وأكد المجلس اطلاقه العديد من المبادرات التقنية، إذ إن هناك خطة استراتيجية لمدة خمس سنوات بدأت من عام ‬2010 تستهدف تنفيذ ‬47 مشروعاً تقنياً أساسياً، إضافة لمشروعات أخرى تظهر كمتطلبات تطويرية، وأن إدارة تقنية المعلومات في المجلس نفذت حتى الآن ‬50٪ من هذه المشروعات وهناك ‬20٪ أخرى تحت التنفيذ، مشيراً إلى أن مبادرة «الصفوف الإلكترونية» كانت جزءاً من النموذج الذي يسعى له في المدارس الجديدة، بهدف تعزيز التفكير النقدي للتلاميذ والتعلم المعاصر من خلال استخدام مختلف الموارد والتكنولوجيا.
وشدد على أن مبادرة الصف الإلكتروني هي مجرد بداية لمنهج النهوض بالتعليم الذي يتبناه المجلس بهدف تطبيق مفهوم جديد ومبتكر في إطار النموذج المدرسي الجديد، مشيراً إلى نجاحها في تعزيز ودعم النموذج المدرسي الجديد في المستقبل القريب، حيث يتمثل الهدف الرئيس من وراء تطبيق الوسائل المبتكرة لمصادر التعلُّم الرقمية في المدارس في جعل الطالب محورًا للعملية التعليمية وتطوير مهارات العمل الجماعي والتعاون بين الطلبة والمعلمين، وتنمية التفكير الابتكاري.
وأشار المجلس إلى أن التجربة حققت نجاحاً ملحوظاً بفضل جهود الهيئة التدريسية والإدارات المدرسية وذوي الطلبة وقناعتهم بالفوائد العديدة التي ستعود على الطلبة والهيئة التعليمية على حد سواء، إذ أسهمت التجربة في إشباع رغبات الطلبة وتعلقهم الشديد بالتقنيات الحديثة كالحاسوب والحاسوب المحمول والآي باد والآي فون، وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة التي باتت لا تفارق الطلبة سواء في بيوتهم أو في أي مكان آخر وهو ما دفع المجلس للتفكير في استثمار هذا الأمر.
تطور ملحوظ
وأكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، أن الإقبال المتزايد على الالتحاق بمدارس التعليم العام في أبوظبي، الذي ظهر بوضوح منذ العام الدراسي قبل الماضي يعود إلى قناعة الأهالي بما وصل إليه التعليم في مدارس إمارة أبوظبي الحكومية من تطور ملحوظ يعود لتوفر البيئة التعليمية المتميزة والمحفزة للطالب والمعلم على حد سواء.
وشدد الخييلي، على أن التعليم في أبوظبي يركز على تعزيز مهارات الطلبة في البحث العلمي والتفكير المنطقي وحل المسائل وإتقان مهارات استخدام التقنيات الحديثة، وإتقان اللغتين العربية والإنجليزية وغرس قيم الولاء والانتماء والعمل الجماعي في نفوسهم، وذلك بهدف تأهيلهم بالصورة الصحيحة لاستكمال تعليمهم العالي والاستعداد الجيد لسوق العمل ومواجهة التحديات المستقبلية.
وذكرت مديرة المناهج الدراسية في المجلس، الدكتورة كريمة المزروعي، أن التواصل عبر الصفوف الإلكترونية بين التلاميذ في ما بينهم أصبح سهلاً، وكذلك بين الفصول الدراسية وحتى المدارس المتباعدة نسبياً بالاعتماد على التكنولوجيا الجديدة، مشيرة إلى أن أغلبية التلاميذ سيتكيفون بسرعة مع التكنولوجيا الجديدة بحكم استخدامهم المتواصل للهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية.