تفسير الاحلام اصيص الزهور

سارت الشاحنات مسافة خمسة كيلو مترات في اتجاه الحدود اللبنانية فيما يعرف بالمنطقة المحرمة وعند اقتراب الشاحنات من الحدود اللبنانية خرج الجنود اللبنانيون واعترضوا الشاحنات وطلبوا من المعتقلين عدم النزول من الشاحنات والعودة من حيث أتوا حيث لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان. وقد عرف المبعدون حينها أن القرار اللبناني برفض دخولهم لبنان اتخذ بناء على اتصالات بين قيادات حركة حماس في الخارج وبين الحكومة اللبنانية من أجل خلق ورقة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادتهم إلى الوطن بدلاً من إبعادهم مدى الحياة, وكان هناك دورات التجويد وحفظ القرآن ودورات الكاراتيه والخط والخطابة ودورات باللغة الإنجليزية وغيرها الكثير من الخبرات والعلوم التي تم تلقينها أثناء فترة الإبعاد والتي ساهمت بإكسابهم العديد من المهارات والعلوم الدينية والدنيوية, ثم اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي في17 ديسمبر 1992 واتخذ قراراً بإبعاد كافة قادة حركة حماس وعددًا من قادة الجهاد الإسلامي, الأمر الذي جعل سائقي الشاحنات يعودون للخلف ويطلبون من المعتقلين النزول من الشاحنات حيث لا مفر لهم سوى البقاء بين مطرقة الأسلحة الإسرائيلية وسندان القرار اللبناني بعدم السماح لهم بالدخول, وطالبت حكومة الاحتلال بإطلاق سراح معتقلين من حركة حماس على رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل الساعة 9 من اليوم التالي وإلا فإن كتائب القسام ستقوم بقتل الجندي الإسرائيلي, عادت الشاحنات أدراجها إلى المطلة ولكن قامت القوات الإسرائيلية بفتح النيران بكثافة شديدة باتجاه الشاحنات والمبعدين الفلسطينيين, ولقد قام المبعدون في تأكيد منهم على أنهم رواد حرية وطلاب علم بإنشاء جامعة في المخيم وقد عملت الجامعة -جامعة مرج الزهور/ابن تيمية- بحرفية عالية ودرست العديد من المساقات وخرجت الكثير من الطلاب من بين المبعدين, وفي مساء اليوم التالي أعلنت كتائب عز الدين القسام عن قتل الجندي الإسرائيلي لعدم انصياع حكومة الاحتلال لمطالب الجهاز العسكري, جاء الاعتقال والإبعاد بعد أن نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية أسر جندي إسرائيلي. كانت اللحظات الأولى في غاية القسوة هذا إذا ما أضفنا لها المسألة النفسية الصعبة جداً وهي تقبل فكرة الإبعاد عن الوطن والأهل هكذا في لحظات قليلة, برز عبد العزيز الرنتيسي القيادي السابق في حركة حماس والذي اغتالته القوات الإسرائيلية لاحقاً, ويتذكر الشيخ داود أبو سير عدداً كبيراً من رفاق رحلة الإبعاد الذين هم الآن إما شهداء مثل الشيخين جمال سليم وجمال منصور وصلاح دروزة والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والعشرات غيرهم, استيقظ العالم صباح ذلك اليوم على قرار الاحتلال بإبعاد قادة حماس والجهاد إلى جنوب لبنان فبدأت وسائل الإعلام بالتحرك السريع لتغطية الخبر, وهناك أيضا اللجنة المالية واللجنة الاجتماعية واللجنة الرياضية ولجنة الدعوة وغيرها من اللجان الفاعلة, جُمع كافة الأشخاص الذين اتخذ بحقهم قرار الإبعاد وهم أربعمائة وستة عشر (416) شخصاً كان معظمهم من حركة حماس وعدد قليل من حركة الجهاد الإسلامي (قرابة 40 شخصاً), "أرادت الحكومة (الإسرائيلية) من عملية الإبعاد إيقاف المقاومة وإضعاف الحركة الإسلامية بإبعاد رجالاتها. ولم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد الثلجي الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم. فقد أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 799 الذي يدين تصرف إسرائيل ويطالبها بالتكفل بإرجاع كافة المبعدين. بعد نحو 27 عاماً وفي في 13 أيلول 2020 زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية منطقة مرج الزهور في لبنان, وتم التواصل مع الجامعات في فلسطين لاعتماد خريجي جامعة مرج الزهور متحدين كل محاولات الصهاينة لتهميشهم وإثبات تهمة الإرهاب عليهم!, ويجمع المتحدثون على أن أكثر الشخصيات التي تأثروا بها هي شخصية الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان يستقبل الوفود الأجنبية والعربية, مبعدو مرج الزهور هم 415 ناشطاً إسلامياً فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين عام 1967, وكانت تحركات وتنقلات المعتقلين التابعين لحركة حماس في السجون الإسرائيلية غاية في الغرابة والتعقيد, إلا أن إرادة الله فوق كل اعتبار فحولنا المحنة إلى منحة زادت من رصيد الحركة الإسلامية ليست الفلسطينية فحسب بل العالمية. خلال هذه الأيام كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل على قدم وساق من أجل إعداد قائمة كاملة للمعتقلين الذين سيبعدون. والمبعدون ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي -أغلبهم من حماس- وقام هؤلاء المبعدون بالمرابطة في مخيم العودة لإرغام سلطات الاحتلال على إرجاعهم وقد نجحوا في ذلك, عبد العزيز الرنتيسي المتحدث باسم المبعدين باللغة العربية والدكتور عزيز دويك المتحدث باللغة الإنجليزية, مانيبور وهي مدرسة مسيحية كاثوليكية تديرها الأبرشية الرومانية الكاثوليكية في إيمفال, نزل المبعدون جميعاً من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي أُبعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ, أنزل الجنود الإسرائيليون كافة المعتقلين من الحافلات والطائرات وبدأوا بفك قيودهم ورفع الأربطة عن أعينهم وقاموا بتحميلهم على ظهر شاحنات نقل تجارية. وقد وصل عدد الشاحنات الناقلة إلى ست شاحنات وكان يملكها أشخاص دروز يعملون في النقل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية المحتلة. ولم يكن يعلم هؤلاء الذين يؤخذون بأنهم سينقلون عبر الطائرات (الهليوكوبتر) أو الحافلات إلى منطقة واقعة على الحدود الفلسطينية المحتلة - اللبنانية, كما تتضمن عملية الضغط تغيير الألوان بحيث تتراوح من التلاشي إلى اللون المكثف النابض, فيما بعد عرف المبعدون أن هذه المنطقة التلية التي أقاموا بها تسمى (مرج الزهور) وهي قرية لبنانية يقطنها سكان لبنانيون سنيون, حيث وصف هذا القرار إسرائيل بأنها تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية جنيف لسنة 1948, كما بدأت المؤسسات الدولية والإنسانية بالتحرك من أجل المساعدة في تجاوز محنات هذا القرار الأرعن. كان المبعدون من مختلف الشرائح الاجتماعية منهم الطبيب والمهندس والشيخ والعامل والموظف والقاضي والتاجر, ومن خلال عملية الإبعاد وصل صوت الحركة الإسلامية إلى أكثر من 100 دولة من خلال جيش الصحفيين والتي كانت الوفود منهم يومية. ولم يتوقع المعتقلون أن تقوم السلطات الإسرائيلية بإبعادهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

• تفسير الاحلام
• تفسير الاحلام لابن سيرين
• تفسير الاحلام للامام الصادق
• تفسير الاحلام سقوط الاسنان
• تفسير الاحلام الذهب
• تفسير الاحلام قص الشعر
• تفسير الاحلام للنابلسي
• تفسير الاحلام للامام الصادق عليه السلام
• تفسير الاحلام حادث سيارة
• تفسير الاحلام البراز