تفسير مناجاة

المناجاة الفردية في المسرح هي خطبة طويلة تلقيها إحدى شخصيات المسرحية بصوت يسمعه المشاهدون تعبيرا عن أعمق مشاعر الشخصية وأفكارها الدفينة, ثم عدل عنها في القرن التاسع عشر إلى تمثيل الواقع ثم عاد الاهتمام بها في القرن العشرين و في مسرحيات أحمد شوقي كثير من المناجاة, (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[قرآن سورة المجادلة-٨] وتفسير النجوى هنا كلام الناس سرّاً فيما بينهم. فقد أشار إليها كثير من الكتاب والدارسين القدماء والمحدثين (بمن فيهم أبو حيان التوحيدي وكثير من المتصوفة) بصفتها لونًا من الكتابة الأدبية, وفي الأدب الألمانى يتأثر «جوته» بسفر أيوب في عمله الأدبى «فوست» كما تأثر بالقرآن الكريم والحديث النبوى الشريف والسيرة النبوية في كثير من قصائده في «الديوان الشرقى», يستخدم في الشعر والأعمال التمثيلية وفي اللغات الاوربية يبدأ النص المحتوي على مناجاة غالبا بحرف النداء "O", حيث تعمق في هذا الاتجاه الروحى كثيرون منهم «ملتون» وكان من أهدافه أن يُعيد الناس إلى الاعتبارات السامية. وتستخدم المناجاة غالبا لإيصال العاطفة القوية كما في حديث كلوديوس الحماسي في رواية هاملت, بطريقة غير مترابطة أحيانًا ويخاطب فيها الكاتبُ شخصًا غائبًا أو شيئًا مجرّدًا أو جمادًا. (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [قرآن سورةآل عمران, تمتاز الكائنات والمجردات بصفات بشرية محددة (مثل الفهم) ذلك أن المتحدث يخاطبها تماما كما لو أن هناك شخصا موجودا, ومناجاة أيوب عليه السلام قال الله تعالى (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[قرآن سورة الأنبياء /٨٣], و قد انتقل هذا العنصر من الفنون المسرحية إلى الفنون القصصية في عصرنا الحديث وبخاصة روايات تيار الوعي, والغرض منها التَّعبير عن أعمق مشاعر الشَّخصيّة وأفكارها الدَّفينة أو وقوف المشاهدين على حقائق تتَّصل بما يحدث على خشبة المسرح, والمناجاة قام بها الأنبياء من قبل مثل مناجاة زكريا عليه السلام. أضف إلى هذا أن تسمية «المناجاة» شكلت جانبًا مهمًّا من الموروث الشيعي في الأدعية, غير أنها لم تلق من الاهتمام ما لقيته في عصر شكسبير كالمناجاة الفردية, المناجاة في الادب العربي والآداب الاجنبية. الذي مر بأزمة روحية كبيرة بعدما نشبت الحربُ العالميةُ الأولى 1914 م, ربما يكون أمرًا جديدًا يستحق المتابعة والدراسة المستفيضة, وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام النسائي في سننه, فـإن «المناجاة» قديمة في الثقافة الإنسانية كلها. فعلى المناجي ربه أن يخلص له المناجاة فلا يسأل أحداً غيره, الالتفات أو المُخاطبة أو المناجاة فن من فنون البلاغة في الكلام, وهو تعبير مجازي ينصرف فيه المتحدث أو الكاتب عن المخاطب الحقيقي ليوجه حديثه إلى شخص يتوهمه أو شيء لا وجود له أو فكرة مجردة أو موقف خيالي. (في الثقافة والفنون) خُطبة تلقيها إحدى شخصيّات المسرحيّة بصوت يسمعه المشاهدون وبدون أن يقاطعها أحد. ومن هؤلاء الشعراء أيضا «توماس إليوت» الشاعر الإنجليزي, وكان النبي كما وصفته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها. كما أشار إليها الزهاد والمتصوفة بصفتها ممارسة دينية خاصة. وهي حاجة العبد لربه حيث يكون العبد في وقت عسرة حيث يبدأ المسلم بمناجاة ربه وسؤاله من فضله. وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي, فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. غير أن كل ذلك لا ينفي أن النظر إلى ما ينتج عن هذه الممارسة من كلام وكتابة, خرج بعدها شاعرا تأمليا دينيا كبيرا, إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي, (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [قرآن سورة النساء, رُفعت الأقلام وجفت الصحف» فالإخلاص في مبدئه ومنتهاه مبنيٌ على التوحيد الخالص. وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا)[قرآن سورة مريم ١ - ٥], أما مناجاة الله يمكن أن تعرف بأنها إخلاص الدعاء, وقال ايضاً محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي, سُطور أدبيّة تعبِّر بها الشخصيَّة في عمل أدبيّ عمّا يدور بداخلها من أفكار ومشاعر, حيث يحتاج فيها العبد إلى الإخلاص في توجهه إلى الله, «إنّ اللّه لا يقبل من العمل إلّا ما كان له خالصاً وابْتُغِىَ به وجهه», ومناجاة الله تعالى هي مخاطبة الله تعالى سراً, قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا, ومن نماذجه الشعرية الفذة قصيدة «الأرض الخراب», وهي قصيدة حداثية واسعة التأثير في أربعمائة وأربعة وثلاثين سطراً. من المؤكد أن تسمية «المناجاة» ليست تسمية جديدة, والابتعاد عن كل ما يوقع في قلبه الشك في قبول الدعاء. أو لونًا من الدعاء الذي يكشف عن علاقة حميمة بين العبد وربه, يهدفون في مؤلفاتهم إلى إصلاح الإنسان نفسيا ومعنويا, أن جذور هذا التوجه راسخةٌ في مسيرة الشعر العربى القديم. فالمناجاة سرٌ بين العبد وربه لا يَطَّلِع عليه أحد. و قد ظهرت في الدراما الاغريقية. المناجاة في ثقافة المسلمين, بما في ذلك الثقافة الإسلامية, ففيها يتغيرُ السارد بشكلٍ مفاجئ. وتُعد من علامات الأدب الحديث رغم غموضها المزعوم وغرابتها, أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك, فمناجاة الله تحتاج أن تتحدث مع الله بعد تفكرٍ وتدبر يقول الله تعالى, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك بشيء إلا ما كتبه الله لك, الفرق بين مناجاة الله والدعاء, وتعنى مناجاة اصطلاحا عند المسلمين.

• تفسير مناجاة الله في المنام
• تفسير مناجاة التائبين
• تفسير مناجاة الراجين
• تفسير مناجاة الزاهدين
• تفسير مناجاة الذاكرين
• تفسير مناجاة المحبين
• تفسير مناجاة الخائفين
• تفسير مناجاة
• تفسير حلم مناجاة الله
• تفسير رؤية مناجاة الله