الفكرة تفسير الاحلام

ومن أصول الإسلام في الفكرة الجمهورية هو الانفتاح على ثقافة العصر وأخذ ما هو صالح منها وفي رأي الفكرة أن الإسلام (اشتراكي ديمقراطي) وما مرحلة (حكم الفرد) و(الرأسمالية) الا حكم وقت لا يصلح نقله لهذا العصر, إذ اتفقت كلمة الاحزاب السودانية الاتحادية والاستقلالية على اقامة الحكم الذاتي واجراء الاستفتاء على مصير السودان, فاحتضنت طائفة الختمية الأحزاب الاتحادية واحتضنت طائفة الأنصار حزب الأمة على عكس الجمهوريين الذين اتبعوا المذهبية, يعتقد الجمهوريون أن الحركة الوطنية التي انبثقت من مؤتمر الخريجين العام في الأربعينات تتبع الطائفية ابتغاء السند الشعبي, وانما تذهب إلى الرجوع إلى الحدود التي بينها قرار التقسيم الاصلى الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947, تنطلق الفكرة في فهمها للإسلام من حقيقة مقررة وهي ضرورة فك التعارض بين الفرد والجماعة وفي هذا يقول محمود في كتابه (الرسالة الثانية من الإسلام). والقوانين الدستورية في الإسلام هي القوانين التي تملك القدرة على التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة, وروح الجملة السابقة في قوله (ولم يكن هناك قانون لمصادرتها) ويمكن أن نفهم أن السبب في اقرار الجهاد هو ثقافة العصر التي كانت لا ترتدع الا بقوة السيف. هذا ما كان من أمر الفكرة الجمهورية في هذه القضايا وللفكرة فهما دقيقا لبناء المجتمع وصور الحكم يمكن مطالعته في كتبها بـ موقع الفكرة. يعتقد الجمهوريون أن احتواء الطائفية للحركة الوطنية جمع لها سلاح النفوذ السياسي مع سلاح العقيدة الدينية. وهو طريق كسب تأييد زعيم إحدى الطائفتين الذي تكفي اشارته فقط ليسارع أنصاره بتأييد الحزب المعين, رفضت الفكرة الجمهورية مبدأ الدستور الإسلامي عن طريق الشريعة الإسلامية بفهم الدعاة السلفيين, الفكرة الجمهورية هي الفكرة التي أتى بها محمود محمد طه المفكر السوداني و السياسي المعارض. وعليه فإنهم قد كانوا في نقد دائم للنظام الناصري بمصر ولنظام البعث بسوريا والعراق وكانوا ضد التكتلات القومية بصورة كبيرة, وآخيرا أصبحت الفكرة ايديولوجية كاملة للحزب وثق لها الكثير من المصنفات التي ألفها محمود وتلاميذه الاخوان الجمهوريون. بعنوان (مشكلة الشرق الأوسط) قدمت فيه نقدا كبيرا لعبد الناصر كرئيس لأكبر دولة بالمنطقة ودعت فيه للاصطلاح مع إسرائيل ومما جاء فيه, فكأن إسرائيل ستحرز اعتراف العرب بها بدون أن يقبض العرب من إسرائيل ثمن هذا الاعتراف, من غير استعانة بالزعماء الطائفيين الذين كانوا يقتسمون ولاء الشعب بينهم, وهى في سبيل هذا الاعتراف يمكن ان تساوم إلى حدود بعيدة لا تقف عند حد إعادة اللاجئين إلى ديارهم, ولا عند حد الجلاء عن الاراضى العربية التي احتلتها في 5 يونيو, في الشريعة الحاضرة ليست هناك ديمقراطية ومن ثم ليس هناك دستور إسلامي. في البدء كان الحزب الجمهوري ينادي بإنشاء جمهورية سودانية ديمقراطية, وتوسعت عليها عقب كل معركة من المعارك التي نشبت بينها وبين العرب منذ 15 مايو عام 1948, انتقد الجمهوريون الحركة الوطنية لتراخيها في مقاومة الإستعمار و الانعزال عن الشعب, ورفض العرب الاعتراف بإسرائيل يقوم على كبرياء زائف!! كيف يجلسون ليتفاوضوا. وكل حديث عن الدستور الإسلامي من الذين لا يرون تطوير الشريعة الإسلامية إنما هو جهل مزدوج - جهل بالإسلام, وفي قمته الحكومة العالمية التي تمثل هيئة الأمم المتحدة الحاضرة نواتها, ومن هذا يفهم أنه إذا كان هناك قانون يحمي النفس ويحمي الدعوة (كما هو الآن) فإن الدعوة للجهاد لا تتسق وروح الدين, ثم هي ستنال الاعتراف الكامل بها بعد أن تفرضه وبعد أن يكون العرب كما هو واضح الآن. ويعترف الجمهوريون بأن رجال الحركة الوطنية الآخرين قد أدوا دورا مقدرا في جلاء الاستعمار. ففي كتابه (الدستور الإسلامي؟ نعم ولا) يقول محمود محمد طه شارحا فهمه للدستور الإسلامي وللشريعة الإسلامية, فلا تصبح الحرية محدودة إلا حين يصبح الحر عاجزا عن التزام واجبها, في حين كانت المرحلة الماضية منه هي مرحلة العقيدة. وفي ظل غياب القانون نشأ الجهاد للدفاع عن النفس أولا ثم للدفاع عن الدعوة ثانية, ولما قامت الحكومة الانتقالية اتفقت الاطراف المختلفة. وعدم المساواة بين الرجال والنساء ليست أصلا في الإسلام, وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة. وكانوا يحذّرون بأن عاقبة غياب المذهبية هي التخبّط بعد الاستقلال. الأصل هي الآيات المنسوخة والفرع الآيات الناسخة, هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة, وساعدت كثيرا على اتفاق القاهرة عام 1953, وعلى هذا الأمر انبنى أمر آخر وهو أمر الرق فهو أيضا وبنفس الصورة يصير غير أصلا في الإسلام, ذلك بان إسرائيل في فترة الإصرار على عدم الاعتراف بها قد تقوت ولا تزال تتقوى, فهي لا تضحي بالفرد في سبيل الجماعة, منذ فجر الحركة الوطنية دعا الجمهوريون لعزل الطائفية عن الحركة الوطنية, وكانت حصيلة البلادألوانا من التخبط في حكم البلاد. وبعد أن يكون على ذلك قد فقد قيمة المساومة التي كان ولا يزال يحظى بها. وكان رجال الأحزاب خاضعين للطائفية. وكانوا يعيبون على الأحزاب تفريطها في المذهيبة. يعتقد الجمهوريون ان صلات الاتحاديين بمصر, تمثل الهيكل لنظام الحكم العالمي المرتقب. لاستنهاضه حتى يمسك قضيته في يده, في عام 1967 عقب النكسة مباشرة. وهو في نفس الوقت من أدل الدلائل على جهل القيادات العربية, والقلق ـ التي ارقت لياليها, وعليه فإن (الجهاد) ليس أصلا في الإسلام, بالنسبة لإسرائيل أعز امانيها, والإقليمية بديلا عن القومية العربية, المذهبية الإسلامية عند الجمهوريين. كالدور الذي قام به علي الميرغني. في 19 ديسمبر 1955م, وللوفاء به بدئت الدعوة إلى الإسلام بآيات الاسماح, بل فرع اقتضته ظروف محددة عن هذا الأمر يقول محمود في كتابه سابق الذكر, ولكن العرب يرفضون هذا الاعتراف بدولة إسرائيل, وذلك هو ما اصطلح الجمهوريون على تسميته بالمرحلة العلمية من الإسلام. وتضعهم لقمة سائغة في ساحة الصراع الدولي, الذي تكون في قاعدته حكومات الاقطار, فإذا ظهر عجز الحر عن التزام واجب الحرية صودرت حريته, استقلالا أم اتحادا مع مصر. قد أذكت روح المنافسة بين دولتي الحكم الثنائي. ولايدع المجال لعابث ليعبث بها, فالجميع يتعجلون كسب السند الشعبي بأقرب الطرق. وتخلفا مزريا في حياة الشعب.

• الفكرة تفسير الاحلام
• فكرة تفسير الاحلام
• تفسير الفكرة